إسطنبول (زمان عربي) – أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردة فعل على قرار المحكمة الدستورية الذي اعتبر أن رئيس تحرير صحيفة “جمهوريت” جان دوندار ورئيس مكتب الصحيفة في العاصمة أنقرة أردم جول تعرضا لانتهاك حقوقهما.
وأجاب أردوغان على أسئلة الصحفيين حول آخر تطورات الأوضاع على الساحتين الداخلية والخارجية قبيل مغادرته أمس في جولة في عدد من دول غرب أفريقيا. بكلمات قد تشكل خطرًا كبيرًا جدًّا على الديمقراطية، إذ انتقد أردوغان إخلاء سبيل دوندار وجول من قبل المحكمة بعد صدور بيان المحكمة الدستورية.
وزعم أردوغان أن الخبر المنشور في صحيفة جمهوريت المتعلق بشاحنات جهاز المخابرات التي يُزعم أنها كانت محملة بالأسلحة وكانت في طريقها إلى منظمات إرهابية في سوريا لا يمت إلى “حرية التعبير عن الرأي” بصلة، وأضاف: ” لاأحترم قرار المحكمة الدستورية ولن أمتثل له”، حسب قوله.
وكان الرئيس أردوغان قال عن دوندار وجول خلال مشاركته في برنامج تليفزيوني في وقت سابق عقب نشر خبر الشاحنات المحملة بالأسلحة “سيدفع ثمن ذلك، ولن أتركه هكذا”. فيما قال في تصريحات أمس: “هذه قضية تجسس. في وجهة نظري لا يمكن أن تكون ثمة حرية إعلامية بلا حدود. هل يظنون أن الصحفي سيخرج ويهاجم الرئيس ورئيس الوزراء كما يحلو له وسنقف موقف المتفرج تجاه ذلك. لا يمكن أن يحدث شيء من هذا القبيل. كل ما أفعله أنني سأبقى صامتًا فقط على القرار الذي أصدرته المحكمة الدستورية. لكنني لا أقبل هذا القرارولا أمتثل للقرار الذي أصدرته ولا أحترمه أيضًا”.
“أنا ذاهب والأجواء قد تتزعزع قليلاً”
وتركت بعض تصريحات أردوغان التي أدلى بها في أثناء كلمته علامات استفهام كثيرة في الأذهان، حيث قال: “أرى أن الخطوات المتخذة على هذا النحو ليست خطوات صحيحة. الآن أسافر إلى أفريقيا. وقد تتزعزع الأجواء قليلاً بعد الآن”.
فيما رد الكاتب الصحفي جان دوندار الذي أُخلي سبيله بقرار المحكمة الدستورية على تصريحات أردوغان بعدما أشار إلى الحوار الذي عاشه مع أحد الحراس، حيث قال: “رئيس الجمهورية قال “لا أعترف بهذا القرار”. ما حدث هو أننا دخلنا السجن يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. واصطحبونا إلى الزنزانة التي سنقيم فيها برفقة اثنين من الحراس. فقال أحد الحراس “كم مدة ستبقى هنا في رأيك؟” فقلتُ: والله يجب عليك ألا تسقط في يد الفاشية، إنه شيء غريب لكنهم يحبسونكم حتى يخرسونكم. فهم يريدون ألا تكتبوا ولا تتحدثوا. لكن سُرعان ما وجد زملاؤنا طريقاً مفعماً بالأمل، حيث وضعوا كراسي أمام سجن سيليفري الذي كنا محبوسين فيه وجلس عليها كل يوم أحد منهم للاعتراض والاحتجاج.. الأمر الذي علمنا طريق المقاومة والنضال”.