سلجوق جولطاشلي
في ظل استعداد الاتحاد الأوروبي لعقد القمة التي سيُعلن فيها أن حل أزمة اللاجئين متعلق بتركيا نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تسجيلات المكالمات الهاتفية التي تدور حول “نقل الأموال”والتي جمعت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونجله بلال أردوغان مدبلجة بصوت إنجليزي على طريقة هوليوود.
ويقدم الممثلون، الذين يجسدون شخصيتي أردوغان ونجله بلال إلى المستمعين عملية الرشوة المشؤومة تلك التي كُشفت في 17 ديسمبر عام 2013 من خلال التأكيدات والنغمات الصوتية التي يقومون بها.
كانت إذاعة بي بي سي نشرت من قبل جزءا من هذه التسجيلات في شكل مكتوب عبر موقعها الإلكتروني لكن هذه تعد المرة الأولى التي تُنشر فيها هذه التسجيلات مدبلجة باللغة الإنجليزية، على حد علمي. ونُشر هذا العمل المثير في ظل الأنباء الواردة بشأن بدء التحقيق مع بلال أردوغان في إيطاليا بدعوى غسيل الأموال.
نشر هذا الدوبلاج عشية القمة يذّكر بتسجيلات لقاء أردوغان ودونالد تاسك وجون كلود يونكر المسربة أثناء زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أنقرة. ترجمة التسجيلات إلى الإنجليزية قبل انعقاد القمة وتسريبها في ظل زيارة ميركل أمران يعكسان الجانب غير الرسمي لأوروبا. فأوروبا تذكّر الرأي العام باستمرار بأي نوع من الشخصيات أصبح أردوغان الذي استمسك به مسؤولو الإتحاد الأوروبي بطريقة براجماتية مبتذلة.
بدء التحقيق مع بلال أردوغان في إيطاليا أحدث جلبة كبيرة في أوروبا وتناولت العديد من الصحف والإذاعات التلفزيونية هذا الخبر. قد تتم تبرئة بلال من اتهامات غسيل الأموال لكن تصدر نجل الرئيس التركي للرأي العام الأوروبي في إدعاءات مخزية كهذه هو أمر سيئ بالقدر الكافي.
فعلى الأرجح هذه تعد المرة الأولى في تاريخ تركيا التي يرد فيها اسم نجل الرئيس التركي في تحقيقات غسيل أموال وما يجعل المسألة وخيمة هو انعكاس أبناء وسائر أفراد عائلات الدكتاتوريين في الشرق الأوسط على الرأي العام الأوروبي من خلال أخبار كهذه. فعلى الرغم من علاقات الاتحاد الأوروبي، التي أعيد إحياؤها من أجل أزمة اللاجئين، فإن تركيا لا تتحول إلى دولة أوروبية بل إلى دولة شرق أوسطية.
وذكرت صحيفة الاندبندنت أن المدعي العام الإيطالي، الذي يتولى قضية بلال، لم يقتنع بإقامة بلال في مدينة بولونيا الإيطالية من أجل دراسة الدكتوراه فأعدت الصحيفة تقريرا خاصا بالوالد أردوغان بعنوان أكثر عبارات أردوغان جنونا لتتصدر صراعاته مع الصحفيين القائمة. وفي المرتبة الثالثة جاءت تصريحاته المتعلقة بكون التويتر أكبر تهديد يتعرض له المجتمع. أما المرتبة الخامسة فكانت من نصيب تصريحاته عقب حادثة انهيار منجم سوما عندما قال:” طبيعة هذا العمل محفوفة بالحوادث” وتمثيله بحادثة المنجم الذي شهدتها إنجلترا عام 1862. أما إدعاءاته بشأن الطفل بركين ألفان فاحتلت المرتبة الأخيرة.
مهما فعل أردوغان، الذي أخمد أضخم تحقيقات فساد في تاريخ الجمهورية التركية بتدمير استقلالية مؤسسة القضاء والغدر بعشرات الآلاف من رجال الشرطة والقضاة ومدعي العموم، فسيذكره التاريخ بهذه الأنباء. فعبارة بلال أردوغان في تلك التسجيلات التي تتكرر كثيرا “حاضر يا بابا ” تلبية لأمر أبيه أردوغان إياه بالتخلص من النقود المخزنة في المنزل حسب ما يدّعى باتت محفوظة في الأذهان بالإنجليزية Yes, Daddy. ويُفهم من هذا أن الرأي العام العالمي سيتذكر أردوغان بعبارات “تخلص من النقود”.