برلين (زمان التركية)ــ قال تقرير لوكالة (سبوتنيك) الروسية إن تحالف “القوات الشعبية” الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد مع وحدات حماية الشعب الكردية الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي السوري أحرج موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تشن قواته عملية “غصن الزيتون” العسكرية في عفرين منذ العشرين من الشهر الماضي للسيطرة على المنطقة.
وقال التقرير إن الرئيس التركي “لم تفلح قواته في حسم المعركة منذ نحو 40 يوماً فيما تسعى دمشق إلى معركة دفاعية طويلة ترهق الأتراك”.
واستند التقرير إلى رأي الباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات، مداد تركي الحسن، والذي قال: إن الولايات المتحدة لا ترى لها مصلحة في إيجاد حل للوضع في عفرين بل على العكس من ذلك هي تعرقل الحل لأنها ترى أنها في هذه المرحلة غير قادرة على فرض إرادتها في الحل الذي تراه مؤجلاً.
وأضاف: “هناك تشابك دولي وإقليمي وداخلي في عفرين لكن يمكننا أن نقول أن عدم قبول “وحدات الحماية” من البداية الوساطة الروسية بدخول الجيش السوري أدى إلى قيام العدوان التركي الأخير ورغم ذلك فموقف دمشق يعتبر أن التدخل العسكري التركي هو عدوان على وحدة وسيادة سوريا والدولة السورية اتخذت قرارها بالدفاع عن عفرين لأنها أرض سورية ولأن سكانها سوريون وهذا ما جرى بعد الاتفاق بين الحكومة السورية و”وحدات الحماية” لدخول قوات شعبية سورية للدفاع عن عفرين لتعزيز دفاعاتها”.
وأكد الباحث السوري أن النتائج التي تمخضت عن دخول هذه القوات الشعبية هامة جداً فالمعركة هناك طويلة وقال:أردوغان كان يريد حسم المعركة بسرعة لكن الدولة السورية تراها معركة دفاعية تحتاج إلى نفس طويل على غرار عمليات المقاومة في جنوب لبنان وهذه القوات الشعبية الرديفة هي جزء من بناء القوات المسلحة السورية وهي تعبير عن قرار الدولة السورية بالدفاع عن عفرين وعلى ضوء المعارك يمكن إرسال قوات رديفة إضافية أو عسكرية إلى المنطقة.
وأشار الحسن إلى أن النتائج الإيجابية لدخول هذه القوات الشعبية إلى عفرين نقلت العلاقات بين الكرد ودمشق من العداء إلى بناء جسور الثقة مع الدولة السورية وبالتالي يمكن البناء على ذلك في مناطق أخرى من سوريا في ضوء تصاعد الاعتدال في الشارع الكردي بعد النزعة الانفصالية لدى بعض الأكراد وبالتالي يمكن إعادة المسار إلى وضعه الطبيعي السابق.
وتابع قائلاً: “أردوغان الآن في ورطة فمنذ نحو 40 يوماً لم يستطع أن يحسم المعركة في عفرين ولا تزال القوات التركية على الأطراف في مواجهة دفاعات قوية في المنطقة فيما تواصل الدولة السورية تقديم الدعم اللوجستي والتسليحي للقوات المدافعة عن عفرين”.
وأضاف الباحث السوري: “بدأ الزمن يحرج أردوغان فيما يسير الوقت لصالح سوريا والمدافعين عن عفرين لاسيما وأن اللقاء الذي جمع الرئيس التركي مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لم يفضِ إلى شيء ويمكننا أن نقول أن الأصوات حين تعلو بأن الجيش السوري سيتسلم مناطق مثل منبج فهي من نتائج وبركات ما يجري في عفرين”.