إسطنبول (زمان عربي) – قال كاظم جوليتشيوز رئيس تحرير صحيفة يني آسيا التركية إحدى الصحف ذات التوجهات الإسلامية في تركيا في حديث مع الكاتب الصحفي جمال كاليونجو بمجلة أكسيون إن هناك محاولة لتقسيم الجماعات الإسلامية التي لم تبايع حكومة حزب العدالة والتنمية ولم تقدم لها الولاء والطاعة المطلقة عن طريق بث بذور الفتن في صفوفهم.
ولفت جوليتشيوز إلى أن الجماعات الإسلامية في تركيا تعرضت لفقدان الهوية والسمعة عن طريق اندماجها مع السلطة من خلال حزب العدالة والتنمية. ونوّه إلى أن الحكومة تشن عمليات تستهدف حركة الخدمة على وجه الخصوص، معيدًا إلى الأذهان كلمة الرئيس رجب طيب أردوغان في هذا الصدد التي قال فيها “إن هذا قرار اتخذ في مجلس الأمن القومي”.
وعلّق جوليتشيوز على مشاركة أردوغان –رئيس الوزراء آنذاك- في مهرجانات أولمبياد اللغة التركية التي تنظمها المدارس التركية في العالم القريبة من حركة الخدمة عام 2013 ودعوته المفكر الإسلامي فتح الله كولن الذي تستلهم حركة الخدمة أفكاره للعودة إلى تركيا حيث يعيش في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999. وقال جوليتشيوز “كل ما في الأمر هو إخفاء نواياهم الحقيقية قبل قطع العلاقات مع حركة الخدمة بشكل كامل وذلك عن طريق اتباع استراتيجية معينة”.
الجماعات أصبحت دنيويّة
واعتبر رئيس تحرير صحيفة يني آسيا أن الجماعات الدينية في تركيا باتت تهتم بالأمور الدنيويّة، حيث قال: “الجماعات أصبحت دنيويّة. إذ غدت المباني والثروات والأموال والمناصب والسلطة في طليعة أولوياتهم. أما الخدمات فقد تضررت. وبمجرد أن ضاع الإخلاص راحوا يلهثون وراء المشاريع”.
هناك خلايا نائمة للدولة داخل الجماعات
ونبّه جوليتشيوز إلى وجود عملاء وخلايا نائمة تابعة للدولة بداخل جماعات النور (التي تستلهم فكر الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي) قائلا: “لدي قناعة بأن رجال الدولة العميقة الذين يؤججون الأمور خاصةً في الاختلافات الموجودة بين جماعات النور وينزعون فتيل نشوب الاختلافات لهم دور مؤثر في هذا الصدد. الأشخاص الذين تسربوا إلى الجماعات من أجل هذا الهدف، والذي من الممكن أن نطلق عليهم رجال هذه الدولة العميقة، أججوا من الاختلافات والصراعات بعدما التفوا حول الناس المميزين الذين يحتلون مكانة الأخ الأكبر في الجماعات. أما عن ما يسمونهم بالعملاء النائمون.. فمما يؤسف له حقًا أن فئة عريضة من الناس والجماعات الذين يتابعون الأحداث عبر إعلام الحكومة في حالة من التنويم المغناطيسي. ثمة آفة شائعة لدى كثير من الناس وهي العجز عن قراءة خلفية الأحداث.