إسطنبول (زمان عربي) – ردت المدفعية التركية المتمركزة على الحدود السورية بالأمس –كما فعلت أول من أمس- بالمثل على النيران المفتوحة من جانب قوات الأسد ومواقع وحدات حماية الشعب في جنوب مدينتي هطاي وكيليس.
وفي الوقت الذي لم تنخفض فيه حدة التوتر في المنطقة بالرغم من دعوة الولايات المتحدة بوقف الهجمات، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السياسي لوحدات حماية الشعب رفضه لمطالب تركيا، كما اشتكى النظام الحاكم في سوريا أنقرة لدى الأمم المتحدة.
تشير تطورات الحرب الأهلية في سوريا إلى تعرض المعارضين بما فيهم مجموعات تدعمها أنقرة لخسارة على الساحة من جانب، ومن جانب آخر تزداد تخوفات من جرّ تركيا إلى هذه الأزمة. حيث قصفت القذائف المدفعية المتمركزة في ريفي هطاي وكيليس للمرة الثانية خلال يومين معاقل وحدات حماية الشعب التابعة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية ومواقع نظام الأسد. كما ردت أمس –كما حدث أول من أمس أيضًا- بالمثل بقذائف يبلغ مداها 40 كيلومتًرا على النار المفتوحة من جانب سوريا.
وأعلن صالح مسلم الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي للمجموعة الكردية المسلحة أنهم لن يخلوا القاعدة بعكس ما طلبه رئيس الوزراء التركي أحمد داودأوغلو، مؤكدًا رفضهم لمطالب أنقرة الأخرى. بينما اشتكى نظام الأسد أنقرة عن طريق خطاب أرسله إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأفادت مصادر عسكرية بأنه فُتحت نيران على القوات التركية من جانب معاقل تابعة لوحدات حماية الشعب في حوالي الساعة العاشرة من صباح أمس. وردت القوات التركية في إطار قواعد الاشتباك. كما قامت عناصر النظام السوري بإطلاق قذائف هاون في نفس التوقيت على منطقة مركز شرطة “داغاردي” بريف هطاي. وردت القوات التركية على هذه الهجمات أيضًا. وقال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إن بحوزتهم معلومات استخباراتية تفيد بأن عناصر حزب الاتحاد الكردي يستعد لشن هجمات على تركيا، موضحًا أنه اتُخذ قرار بمواصلة القصف المدفعي حتى تخرج من القاعدة الجوية وتغادر أعزاز ومحيطها.
وقد اضطر المعارضون إلى النزوح من بعض القرى بعدما تكبدوا خسائر فادحة بسبب ضغط القوات التابعة لنظام الأسد التي تستنجد بالقوات الجوية الروسية من ناحية الجنوب والشرق ووحدات حماية الشعب من ناحية الغرب. وتبين أن الطائرات الحربية الروسية قامت قبل خمس ساعات من رد المدفعية التركية أول من أمس بقصف “تل رفعت” الواقعة على الطريق الرابط بين أعزاز وحلب. وأفادت المصارد المحلية بمقتل 15 شخصًا في هذه الهجمات.