إسطنبول (زمان عربي) – رد رئيس تحرير صحيفة” جمهوريت” التركية جان دوندار المعتقل مع مدير مكتب الصحيفة في أنقرة أردم جول بسبب نشرهما أخبارا ومقاطع فيديو متعلقة بالشاحنات التي تم توقيفها أثناء نقلها أسلحة إلى سوريا في يناير عام 2014 في رسالة من سجن سيليفري نشرتها الصحيفة على تصريحات رئيس الوزراء التركي أحمد داودأوغلو التي أكد فيها عدم وجود أي صحفي معتقل بسبب ممارسة عمله الصحفي.
وفيما يلي عرض لنص رسالة دوندار المنشورة في الصحيفة بعنوان” أقول بأعلى صوتي إن هذه كذبة كبيرة”:
“في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أجاب داودأوغلو إجابة” أردوغانية” على سؤال بشأن الانتهاكات في جنوب شرق تركيا ووجودنا داخل الحبس وقال:”طرحك هذا السؤال هو دليل على تمتع تركيا بحرية الصحافة”. معيار حرية الصحافة في الدول الديمقراطية لا يقاس بأن يجد صحفي في نفسه الشجاعة ويستطيع طرح السؤال على المسؤولين بل يقاس بوجود صحفيين أمثالنا في السجن لأنهم طرحوا أسئلة تصعب الإجابة عنها. والكل يعلم بأن الصحفيين الأتراك الذين بإمكانهم طرح الأسئلة الصعبة، يمنعون من الحضور في المؤتمرات الصحفية وركوب طائرة داودأوغلو، ولذلك طرح صحفي ألماني مثل هذا السؤال في حضرة ميركل. وبفضل هذا انكشفت طريقة إجابة (أو بالأحرى عدم إجابة) الحكومة التركية على الأسئلة غير المرغوب فيها. ما يريد داود أوغلو قوله للصحفي باختصار هو أنك طرحت السؤال ولا تظل حرا طليقا واحمد الله على ذلك. وهذا صحيح فأغلب من سألوا مثل هذه الأسئلة هم إما في السجون أو طرِدوا من العمل. ويقول في إجابته إنه لا يوجد صحفي معتقل في تركيا بسبب أداء عمله الصحفي. وهذه أكذوبة.أريد أن أقول بأعلى صوتي على مرأى ومسمع من العالم إن هذا كذب. ومن يبحث عن دليل فلينظر إلى ملف اتهامنا. وسيجدون فيه الكثير من الرسائل والقليل من الادعاء. فنحن نواجه اتهامات بسبب أخبار وتعليقات قمنا بنشرها أي بسبب ممارسة مهنة الصحافة. وكوننا في السجن أكبر تكذيب لكلمات رئيس الوزراء. إلقاء ميركل الكرة في ملعب داودأوغلو رغم معرفتها بالحقيقة يلخص موقفها وهي تريد أن تقول للمسؤولين في تركيا “أبقوا اللاجئين بعيدا عنا وافعلوا ما تريدون في داخل تركيا”.
محادثات قمة العشرين، التي تسرّبت أول من أمس إلى الصحافة، هي وثيقة مخزية تثبت أن أوروبا تتنازل عن مبادئها من أجل المصالح خلف الأبواب المغلقة. من المعلوم أن تقرير التقدم في المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، الذي يثبت قمع الحريات في تركيا، تم إرجاؤه إلى ما بعد الانتخابات التركية بناء على طلب أردوغان. لماذا؟ لكي ينجحوا في بناء مخيم في الأناضول لمحاصرة اللاجئين ومنعهم من الذهاب إلى أوروبا حسب ما صرح به نائب رئيس الوزراء. أردوغان استغل تدفق اللاجئين إلى أوروبا بمهارة. فبينما تهجم سيارات مكافحة الشغب على تجمع من 10 أشخاص في مكان ستتذكرون أنهم تغاضوا عن سير عشرات الآلاف من اللاجئين إلى المعبر الحدودي في تركيا. هذا كان تخويف لأوروبا وفيه رسالة “إن لم تمنحونا المبالغ المالية التي نريدها فسنفتح المعبر أمام اللاجئين”. واستغلوا عشرات الآلاف من اللاجئين كعنصر ابتزاز في الصفقة. وأغلقت الملفات التي توثّق تحول تركيا إلى دولة مستبدة بفضل هذا الابتزاز. إن لم يكن هذا تجارة بشرية فما هو اسمه إذن؟ فالإجراءات تكشف احتضار القارة العجوز. أريد مخاطبة كل من شارك في هذه المساومة بصفتي صحفي في الحبس. الطفل، الذي ألقى البحر جثمانه على الشاطئ، يشاهد من السماء مساومتكم هذه التي تشبه المساومة على الخيل التي تقومون بها مستغلين جثمانه الغارق”.