بروكسل (رويترز) – اتفق حلف شمال الأطلسي اليوم الأربعاء على أجرأ خطواته حتى الآن لردع روسيا عن مهاجمة دول البلطيق أو شرق أوروبا ووضع خططا لنشر قوات جوية وبحرية وبرية سريعا دون اللجوء إلى إقامة قواعد عسكرية على غرار الحرب الباردة.
وفي مسعى لإثناء موسكو عن أي هجمات بعد ضمها شبه جزيرة القرم في 2014 سيعكف وزراء دفاع الحلف على إنشاء شبكة من المواقع الجديدة ومناوبة القوات وتخزين عتاد وإجراء تدريبات عسكرية منتظمة على أن يكون ذلك كله مدعوما بقوة للرد السريع.
وقال وزير دفاع ليتوانيا يوزوس أوليكاس لرويترز خلال اجتماع للحلف في بروكسل “روسيا تمثل تهديدا.”
وأضاف “ما يقلقنا هو أفعال موسكو في القرم ودعمها للإنفصاليين في أوكرانيا وتدريباتها المفاجئة.”
ووصف مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني الإجراءات بأنها أثبتت أن “حلف الأطلسي يعني ما يقوله”.
وأظهرت تلك الإجراءات وحدة لم يتمكن الغرب من التوصل إليها ضد روسيا بشأن سوريا حيث تواجه الولايات المتحدة انتقادات لعدم وقف الهجمات المدعومة من روسيا على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج إنه سيلتقي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر ميونيخ ألأمني هذا الأسبوع للتأكيد على الطبيعة الدفاعية لاستراتيجية الحلف بخصوص دول البلطيق وشرق أوروبا.
وتشير المناقشات الأولية إلى أن الحلف قد ينشر كتيبة يصل قوامها إلى ألف جندي في كل من البلدان الست التي كانت يوما تحت هيمنة موسكو والتي يتطلع الحلف لتعزيزها وهي ليتوانيا ولاتفيا واستونيا وبولندا وبلغاريا ورومانيا.
وستقوم بدعم تلك الكتائب قوة للرد السريع يصل قوامها إلى 40 ألف فرد وتشمل وحدات جوية وبرية وبحرية وعمليات خاصة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن الخطة تهدف لنقل الحلف إلى “حالة ردع كامل” لإحباط أي اعتداء لكنه حذر قائلا “لن يبدو الأمر كما كان عليه خلال أيام الحرب الباردة”.
وفي السابق نشرت الولايات المتحدة نحو 300 ألف جندي في أوروبا ويريد الحلف تجنب مثل هذا الوضع بسبب التكاليف ولعدم إثارة مزيد من الغضب في روسيا.
ومن بين القضايا الصعبة الأخرى تمويل إجراءات الردع التي قال ستولتنبرج إنها “ليست مجانية”.
وتخطط الولايات المتحدة لزيادة الإنفاق العسكري في أوروبا أربعة أمثال ليصل إلى 3.4 مليار دولار في 2017.
وقال كارتر للصحفيين المسافرين معه إلى بروكسل إن من الضروري أن يزيد جميع أعضاء الحلف الانفاق العسكري. وأضاف “أتطلع إلى أن يحاكي الأعضاء الآخرون في الحلف استثمارنا.”