إسطنبول (زمان عربي) – إذا كان مصير المسلمين الذين يشهرون السيف على بعضهم البعض هو جهنم، فماذا عن مصير الصحابي طلحة بن عبيد الله المبشّر بالجنة؟ ففي الجزء الخاص بالنوايا في كتاب رياض الصالحين هناك حديث حيث يقول رسول الله –عليه الصلاة والسلام-:”إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ” ( البخاري ومسلم). إذن ماذا عن مصير طلحة بن عبيد الله بناءا على هذا الحديث؟
لم يرغب علماء الدين في النقاش بشأن الوقائع التي حدثت بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم. لأنه كما ذكرتم فإن بعض الصحابة المبشرين بالجنة مثل طلحة والزبير شاركوا في هذا الصراع واستشهدوا. وهناك فائدة في شرح نقاط متعلقة بهذا الموضوع:
- إن الحكم على المبشرين بالجنة الذين شاركوا في تلك الواقعة من أمثال الزبير وطلحة بأن مصيرهم إلى النار يكذّب هذه البشرى وهو أمر لا يتناسب مع الإيمان.
- يجب ألا ننسى أن العقاب يكون شديدا في حال ارتكاب الأخطاء إرضاءا للأهواء واتباعا لرغبات النفس. ولكن إن وقع الإنسان في الخطأ أثناء البحث عن الحق والصواب والسعي لنيل رضا الله قد لا يعاقب على خطئه ويحتمل أن يفوز بالعفو والمغفرة.
- توصلنا إلى هذه النتيجة في ظل الرجوع إلى المبادئ العامة في الكتاب والسنة في مثل هذه الأمور.فاجتهاد الصحابة أهم من اجتهاد المجتهدين. إذ أن في اجتهاد المجتهدين أجران إن أصابوا وأجر واحد إن أخطأوا. وهذه القاعدة تسري على الصحابة الكرام أيضا.
- في مواضع عدة من القرآن الكريم يمدح المولى عز وجل الصحابة. ولا نملك معلومات تظهر أن مدح الله لهم قد نسخ فيما بعد.بل ليست هناك قاعدة اسمها نسخ المدح عن الممدوح.
وفي هذه الحالة يجب عدم تجاهل مدح الله للصحابة عند التفكير فيهم. فهناك دور كبير لتصرف علماء الدين بحكمة تجاه خلافات الصحابة وبالأخص المبشرين منهم بالجنة.ورغم تسليمهم بأن سيدنا علي كان على الحق فإنهم لا ينسون وجود السيدة عائشة، رضي الله عنها أحب الناس إلى رسول الله حتى آخر أنفاسه والتي تحدث عنها القرآن بالمدح في الطرف المقابل لسيدنا علي كرم الله وجهه.