الأمم المتحدة (أ ب)- قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء إن أكثر من 80 بالمائة من التمويل الإنساني الذي تطلبه الأمم المتحدة يتجه نحو الاحتياجات المنقذة للحياة في عدد متزايد من النزاعات، مؤكدا على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتحول من إدارة أزمة دائمة إلى منع الصراعات ووضع حلول لها.
وقبيل القمة الإنسانية العالمية في إسطنبول في مايو/ أيار، دعا بان إلى “قيادة عالمية أكبر بكثير” لمنع وإنهاء الصراعات التي تدفع الملايين للفرار من منازلهم وتطغى على قدرات المنظمات الإنسانية.
وطبقا لتقرير بان، فإن 120 مليون شخص يحتاجون الآن إلى مساعدة إنسانية بتكلفة 19.5 مليار دولار، وهي أعلى من أي وقت مضى. الفجوة بين الأموال المطلوبة والمتبرع بها اتسعت إلى “47 بالمائة- 9.3 مليار دولار- في 2015”.
وقال إن العالم يتحمل مسؤولية مشتركة لسد الفجوة، وهو ما يجب أن يكون ممكنا بالنظر إلى حجم الاقتصاد العالمي ويصل إلى 78 تريليون دولار. ونقل تقديرات من معهد الاقتصاد والسلام بأن التكلفة المالية والاقتصادية للصراع والعنف كانت في 2014 قد بلغت 14.3 تريليون دولار.
أضاف أن الصراعات ليست فقط أكثر تعقيدا اليوم، لكن أيضا كلفتها الإنسانية أكثر تدميرا.
وحذر بان “إن وحشية الصراعات المسلحة اليوم والافتقار الكامل لاحترام قواعد القانون الدولي الإنساني الأساسية… تهدد بإزالة 150 عاما من الإنجاز، والنكوص إلى حقبة الحرب بدون قيود.”
شدد على أن الحل لا يكمن في المساعدات الإنسانية ونشر قوات حفظ السلام ولكن في جعل قادة العالم “يمتلكون قدرا أكبر من الحلول السياسية للصراعات الراهنة ومنع صراعات أخرى جديدة.”
ودعا أيضا إلى حملة عالمية للمطالبة بالتزام أكبر بحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني.
وبدون الإشارة مباشرة إلى المجتمعات المحاصرة في سوريا، حيث تقدر الأمم المتحدة بأن حوالي نصف مليون شخص يتضرر منها، شدد بان كي مون على أن “منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من أجل تحقيق مكاسب عسكرية بائس وضد القانون.”
وحث أيضا الزعماء في قمة اسطنبول المقبلة على الالتزام بتقليل النازحين داخليا حاليا وعددهم 38 مليون شخص داخل أوطانهم إلى 50 بالمائة على الأقل.