تاينان-تايوان (رويترز) – ضرب زلزال قوي تايوان في وقت مبكر اليوم السبت مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل أغلبهم لاقوا حتفهم في انهيار مبنى سكني مؤلف من 17 طابقا في مدينة تاينان بجنوب تايوان فيما لا يزال خمسة أشخاص في عداد المفقودين تحت أنقاض المبنى مع حلول الظلام .
ومع بحث رجال الإنقاذ عن ناجين كانت هناك تساؤلات بشأن سلامة إنشاء المبنى المنهار في تاينان بسبب انهيار الطوابق فوق بعضها البعض عندما وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.4 درجة قبيل الساعة الرابعة صباحا(2000 بتوقيت جرينتش) في بداية عطلة السنة القمرية الجديدة.
وكان ستة من القتلى بمن فيهم رضيعة تبلغ من العمر عشرة أيام داخل المبنى المنهار.
وقال مسؤول في خدمة الإطفاء إن رجال الإنقاذ الذين استخدموا سلالم هيدروليكية ورافعة تمكنوا من انتشال أكثر من 220 ناجيا من بين الأنقاض حتى الآن وجرى نقل عشرات إلى المستشفى.
وقال مركز طوارئ حكومي إن مبان في تسعة مواقع أخرى في المدينة التي يقطنها مليوني نسمة انهارت ومال خمسة مبان بزوايا تنذر بالخطر.
لكن مسؤولا في قوة الإطفاء قال إن جهود الإنقاذ متركزة على المبنى السكني الذي يضم عددا كبيرا من الشقق وتنتشر حوله رائحة تسرب للغاز.
وقال جار يبلغ من العمر 71 عاما قال إن اسمه تشانغ “كنت أشاهد التلفزيون وبعد موجة اهتزازت مفاجئة سمعت صوت دوي. وفتحت بابي المعدني ورأيت المبنى المقابل ينهار.”
وقال سمكري إنه جلب بعض الأدوات وسلما لفتح قضبان إحدى النوافذ عنوة لإنقاذ إمرأة كانت تصرخ طلبا للمساعدة.
وقال “طلبت مني المرأة العودة لإنقاذ زوجها وطفلها لكني خشيت من وقوع انفجار للغاز لذلك لم أذهب. وفي نفس الوقت كان هناك المزيد من الأشخاص يصرخون طلبا للمساعدة لكن سلمي لم يكن مرتفعا بما يكفي ولذلك لم تكن هناك وسيلة لإنقاذهم.” وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن مركز الزلزال كان على بعد 43 كيلومترا جنوب شرقي تاينان وعلى عمق 23 كيلومترا.
ونقلت إمرأة عجوز ملفوفة بالأغطية على محفة ببطء من على الركام فيما بقت صرخات المحاصرين تحت الأنقاض تدوي في محيط المكان. ويستخدم رجال الإنقاذ الكلاب ومجسات صوت لالتقاط أي مؤشر على الحياة تحت الأنقاض.
وقالت السلطات إن 96 شقة كانت تأوي 256 شخصا في المبنى السكني المنهار.
ومع حلول الليل قال وليام لاي رئيس بلدية تيانان للصحفيين إن خمسة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين في المبنى المنهار.
وتمكن رجال الإنقاذ من انتشال 250 ناجيا من تحت الأنقاض وفي وقت لاحق ثبتوا عوارض ضخمة تحت أجزاء المبنى المائلة لدعمها خلال بحثهم عن المزيد من الناجين.
وقالت إدارة الإطفاء إن 115 شخصا نُقلوا إلى مستشفيات من شتى أنحاء تيانان.
وقال مسؤولو البلدية إن من السابق لأوانه القول إن البناء المخالف للمواصفات هو المسؤول عن الدمار الذي لحق بالبرج المنهار .
وقال لي شي تشونغ نائب السكرتير العام لحكومة المدينة إن اللقطات التي عرضها التلفزيون لحطام المبنى السكني المنهار تشير إلى احتمال وجود مشكلات في بنائه متعلقة بسوء نوعية الأسمنت والحديد المستخدمة فيه.
وتظهر السجلات أن شركات البناء والهندسة التي بنت البرج توقفت عن العمل.
وقال جاران إنهم شعروا بالقلق من الإنشاءات وقت بناء البرج في أوائل التسعينيات.
وقال أحد الجيران ” نظرت إليه وفكرت إن أشخاصا من خارج المدينة فقط هم الذين سيشترون شققا فيه. نحن المحليون لن نجرؤ أبدا.”
وأدى زلزال ضرب وسط تايوان في 1999 إلى مقتل نحو 2400 شخص وتسبب في دمار في أنحاء الجزيرةالتي تقع على حزام زلزالي نشط في المحيط الهادئ.
وزار رئيس تايوان ما ينج جيو مركزا للطوارئ ومستشفى في تيانان في الوقت الذي ألغت فيه الرئيسة المنتخبة تساي إنج-وين مواعيد للمساعدة في تنسيق جهود الإنقاذ.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) عن مكتب شؤون تايوان في الصين وهو المسؤول عن علاقات بكين مع الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي قوله إن الصين مستعدة لتقديم المساعدة إذا كانت هناك حاجة لذلك. وتعتبر بكين تايوان إقليما متمردا.
وقالت شركة (تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشرينج) للإلكترونيات وهي أكبر مورد لشركة أبل في العالم إن بعض الرقائق المصنوعة في تايوان تعرضت للتلف لكنها لم تؤثر إلا على 1% من شحنات الربع الأول.
وذكر موردون كبار آخرون لأبل في تايوان أن الزلزال لم يؤثر على عملياتهم.