(زمان التركية) -قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن بلاده تتابع تحركات منظمة فتح الله غولن في الخارج. وفي كل أنحاء العالم وسنستمر في ذلك مهما كان.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها جاووش أوغلو في افتتاح مصنع الخرسانة في بلدة فنيكة التابعة لمحافظة أنطاليا جنوب تركيا.
وتطرق جاووش أوغلو خلال كلمته إلى الشأن الداخلي الجزائري وقال “سبق أن استقبلنا وزير الخارجية الجزائري، وسنتوجه يوم الاثنين القادم إلى الجزائر مع رئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد بدأت مبادراتنا ضد هذه المنظمة في الجزائر أيضًا، وسنضيق الخناق عليها هناك.
وأكد جاويش أوغلو أن تركيا لن يثنيها أي عائق في تنفيذ خطواتها وإجراءاتها في محاربتها ضد الإرهاب وأضاف: “لن نحني رؤوسنا ورقابنا أمام أي أحد، بل سنسحق كل من يقفون أمامنا وندهسهم كالحشرات”، على حد قوله.
هذا واعتبر مراقبون هذه التصريحات تهديدات موجهة إلى السلطات الجزائرية قبيل بدء زيارة وزير خارجية تركيا والرئيس أردوغان.
هذا واعتبر الخبراء هذه التصريحات تدخلاً صريحًا في الشأن الداخلي الجزائري حيث أن المدارس وجميع الأنشطة التعليمية للحركة في الجزائر تعمل تحت مراقبة وزارة التعليمية الجزائرية.
يذكر أن الرئيس أردوغان استولى على عديد من مدارس حركة الخدمة الواقعة في بعض الدول العربية، منها المغرب والسودان والصومال، بعد ممارسة الضغوط عليها سياسيًا واقتصاديًا.
وكانت المحكمة العليا في السنغال قضت في أكتوبر من العام الماضي بوقف تنفيذ قرار الحكومة (السنغالية) بمصادرة 9 مدارس تابعة لحركة الخدمة التي تقدم خدماتها التعليمية لأكثر من 3 آلاف طالب سنغالي منذ 20 سنة، ومنْحِها لوقف “معارف” التركي الموالي لأردوغان، بعد أن أسفرت تحقيقاتها عن تقديم السلطات التركية وثائق ومستندات “مزوّرة” للاستيلاء على هذه المدارس.
وفي الشهر ذاته من العام الماضي، اتخذت الحكومة المالية قرارًا مماثلاً أيضًا يطالب بإعادة مدارس حركة الخدمة العاملة على أراضيها منذ سنوات، بعد أن لاحظت السلطات الأمنية أنها تعرضت للخداع من قبل الحكومة التركية ووقف “معارف” التابع لها بسبب تقديمها أورقًا ووثائق مزورة.
يشار إلى أن الرئيس أردوغان كلف وقف “معارف” التعليمي للسعي إلى نقل ملكية مدارس حركة الخدمة الموجودة في العالم إلى ملكيته بأي طريقة كانت، ونجح فعلاً في هذا الأمر خاصة في الدول الفقيرة أو المتخلفة من ناحية الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنه لم يحقق أي نجاح في الدول الديمقراطية
ومن اللافت أن الطلبة وأولياء أمورهم في عدة دول استولى فيها وقف “معارف” على مدارس الخدمة اشتكوا من تراجع جودة التعليم بها، فضلاً عن انزعاجهم تبني هذا الوقف منهجًا راديكاليًا في سياسته التعليمية على غرار تنظيم داعش والقاعدة، وطالبوا بإعادة هذه المدارس إلى حركة الخدمة مجددًا.