بقلم: سلجوق جولطاشلي
على الرغم من قيام زعماء الاتحاد الأوروبي بتنظيم القمة تلو الأخرى بهدف تسوية أزمة اللاجئين إلا أنهم تعثروا في إيجاد السبيل للخروج من هذه الأزمة. حيث علقت الدول الأعضاء في الاتحاد نظام الشنجن بشكل متكرر والذي يعني السفر بدون تأشيرات. كما يشير الخبراء والسياسيون إلى أن اليورو، العملة الموحدة لأوروبا التي حظيت بأهمية من جديد، قد يدخل في خطر أيضًا.
لقد خاب مسعى الاتحاد الأوروبي بعدما عقد الأمل على الدخول إلى العام الجديد وحل أزمة اللاجئين. وفي الوقت الذي تقدم فيه رهانات بخصوص إذا ما كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أقوى زعماء الاتحاد، ستواصل زعامتها لدولته في عام 2016 أم لا، ترد من ناحية أخرى تصريحات من الزعماء الأوروبيين يمكن تفسيرها بـ “الذعر”.
وفي تصريح له أول من أمس حذّر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من أن مشروع الاتحاد الأوروبي في خطر، وأن ذلك قد يؤدي إلى هزات شديدة بين الدول الأعضاء. فيما أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك أمس أن الاتحاد دخل في آخر شهرين له في معرض تعليقه على ضرورة السيطرة على أزمة اللاجئين.
وتقوم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي العاجزة عن إنتاج حل لأزمة اللجوء بتعليق نظام السفر بدون تأشيرة المعروف بالشنجن بشكل متكرر.
أمل أوروبا في “الديكتاتور الجنيني”
السياسيون الأوربيين الذين يزعمون أن اليورو سيدخل في خطر إن منعت المرور بين الدول الأعضاء من دون تأشيرة (أي إذا ألغي نظام الشنجن) لم يجدوا حتى الآن ما كانوا يأملون من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موضوع تسوية أزمة اللاجئين.
وبحسب وكالة رويترز فإن المسؤولين في الاتحاد الأوروبي يشيرون إلى أردوغان بمصطلح “الديكتاتور الجنيني” الذي يعني الديكتاتور في طور النمو إلا أنهم لم يفقدوا آمالهم بصورة نهائية بعد.
وكان الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى انخفاض عدد اللاجئين بصورة كبيرة بفضل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع تركيا وخلال فترة أشهر الشتاء.
غير أن الأرقام التي تم الحصول عليها حتى الآن بعيدة كل البعد عن تلبية توقعاتهم. ولكن ترى بروكسل رغم ذلك أنه من السابق لأوانه الشعور بالذعر مشيرة إلى أرقام الأمم المتحدة.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، كان عدد اللاجئين في شهر ديسمبر/ كانون الأول 3 آلاف و500 لاجئ يوميا وانخفض في شهر يناير/ كانون الثاني نسبة 50%. والمسؤولون الألمان يرون أنه لم تظهر بعد تأثيرات الاتفاق المبرم مع تركيا وعدد اللاجئين الذين يدخلون ألمانيا لايزال زهاء 3 آلاف لاجئ يوميا.
ولاتزال ثمة توقعات بانخفاض أعداد تدفق اللاجئين إلى أوروبا أكثر من ذلك لا سيما بعدما فتحت تركيا سوق العمل أمام السوريين وإقامة مدارس للأطفال السوريين. وعلى الرغم من كل وجهات النظر المتفائلة إلا أن ديميتري سافراموبولوس مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والأكثر صلاحية في شؤون الأزمة أعلن للبرلمان الأوروبي أن الموقف زاد تدهورًا.
ويرى سافراموبولوس أنه ليس هناك سبب يدعو للتفاؤل وأن أزمة اللاجئين تهز بشدة أسس الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت الذي اقترب فيه عدد القمم التي عقدها الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة اللاجئين من الأرقام العشرية إلا أن النتائج التي تم التوصل إليها تسببت في خيبة أمل كبيرة بالرغم من كل هذا الكم من الاجتماعات. بالإضافة إلى ذلك فإن اليمين المتطرف في تصاعد سريع.
وتقرر في القمة المنعقدة في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي توزيع 160 ألف لاجئ على دول الاتحاد الأوروبي. وبلغ عدد الموزعين حتى الآن 300 لاجئ فقط.
ويشير الخبراء إلى أن ميركل التي تلقت ضربات شديدة في السياسة الداخلية قد تغلق أبواب دولتها أمام اللاجئين إذا لم يوجد حل للأزمة حتى نهاية شهر فبراير/ شباط المقبل، وعندها ستدخل أوروبا في أزمة أشد مما تعيشها الآن.