أنقرة (زمان التركية) – قال نائب رئيس مجموعة نواب حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أوزجور دنيز إن إفراج السلطات التركية عن مراسل صحيفة “داي فيلت” الألمانية “دنيز يوجيل” الألماني التركي الأصل بعد يوم من لقاء رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يعكس افتقار تركيا للقضاء المستقل.
يُذكر أن دنيز يوجيل كان يقبع داخل السجون التركية منذ عام على خلفية اتهامات “تحريض الشعب على الكراهية والعداء والترويج لتنظيم إرهابي”.
وزعم أوزال أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقرر من سيُحبس؛ بينما يقرر القادة الأوروبيون من سيُفرج عنه، على حد تعبيره.
وأضاف أوزال أن دنيز يوجيل معتقل منذ عام، ولم تصدر مذكرة ادعاء بحقه، وأنه مع غياب مذكرة ادعاء استند القضاء إلى تصريحات أردوغان الذي زعم امتلاكه تسجيلات مصورة تثبت تورط دنيز يوجيل في أعمال استخباراتية وإرهابية، وأنه لن يُفرج عنه طوال فترة توليه الحكم، غير أن دنيز يوجيل أعيد يوم الجمعة الماضي إلى ألمانيا على متن طيارة خاصة بعد الإفراج عنه.
وأوضح أوزال أن السلطات التركية أفرجت عن دنيز يوجيل يوم الجمعة الماضي، وأعيد إلى ألمانيا في ظل غياب قرار قضائي يمنعه من السفر، مفيدًا أن سبب الإفراج عنه مجهول تمامًا مثل سبب اعتقاله، وأن الإفراج عنه منافٍ للقانون مثلما كان اعتقاله منافيًا للقانون أيضًا.
كما أشار أوزال إلى إفراج السلطات التركية عن صحفي فرنسي عقب مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن ثم إفراجها عن صحفي ألماني بعد إنذار من ميركل، مؤكدًا أنه خلال عملية الإفراج عن دنيز يوجيل سُحق القضاء أسفل قدم أردوغان مثلما حدث في عملية اعتقاله، وأن القضاء في تركيا لم يعد مستقلاً وبات يتلقى تعليماته من الحكومة والقصر الرئاسي.
وذكر أوزال أن أردوغان زعم امتلاكه تسجيلات مصورة عن دنيز يوجيل ولم يتم الكشف عنها، واتهمه بالعمالة والإرهاب ولم يثبت هذا، متسائلاً كيف تم الإفراج عن دنيز يوجيل إن كانت تصريحات أردوغان تلك صحيحة، وكيف تم حبسه لمدة عام إن لم تكن تلك التصريحات صحيحة.
وتساءل أوزال ما إن كان أردوغان قد حقق شيئًا من النجاح الذي حصده نتيجة للصدام مع ميركل وألمانيا للفوز بالاستفتاء الدستوري.
وفي تعليق منه على مزاعم الإفراج عن دنيز يوجيل مقابل اتفاقية دبابات “ليبورد” الموقعة بين الدولتين، شدد أوزال أنه لا يحق لأحد تحويل الجمهورية التركية إلى دولة المفاوضات السرية والقذرة.
وتساءل أوزال أيضًا ما إن كانت السلطات التركية قد اعتقلت دنيز يوجيل كوسيلة لخلق انطباع ما خلال الاستفتاء الدستوري وما إن كان الإفراج عنه شرطًا أوليًا في اتفاقية الدبابات.
هذا ووجه أوزال كلمة إلى وزارة العدل التركية تساءل خلالها عن القرار القضائي الذي تم بموجبه الإفراج عن دنيز يوجيل على الرغم من إقرار المحكمة بمواصلة حبسه قبل ثلاثة أيام من إخلاء سبيله.