(زمان التركية)ــ أبرز تقرير لصحيفة (المستقبل) اللبنانية المشاورات الجارية بين النظام السوري، وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، حول انتشار جيش النظام في منطقة “تل عفرين” شمال البلاد التي تشهد هجومًا تركيًا منذ شهر، وقال التقرير إن وجود النظام في شمال سوريا سيبدد مخاوف أنقرة من بروز كيان كردي، وهو ما يولي له الأتراك اهتمامًا أكبر من خلافهم مع بشار الأسد.
وجاء في التقرير: وفي اتفاق لم تتضح ملامحه بعد يدور بين الأكراد والنظام في سوريا حول دخول قوات الأسد إلى عفرين، يقضي بانتشار قوات النظام على خطوط التماس مع القوات التركية والدخول إلى عفرين خلال اليومين القادمين.
وشددوا على أن “دعوتهم تأتي ضمن اتفاق عسكري بحت، لا يشمل أي ترتيبات سياسية وإدارية مع النظام في المدينة”.
وتدور أنباء عن مفاوضات مباشرة بدأت منذ عدة أيام في منطقة حلب بحضور قيادات من وحدات حماية الشعب الكردي والنظام، في الوقت الذي صرحت الوحدات بأنها تعتبر تدخل النظام في أمور مدينة عفرين وسحب السلاح من القوات خطا أحمر.
نقاط خلافية
هذه التصريحات تشير إلى نقاط خلافية بين الطرفين في المفاوضات الجارية وإلى فرض النظام شروطًا وصفها الأكراد بالقاسية، ويرى مراقبون الدعوة للنظام بمثابة تحول كبير في اللهجة الكردية، خصوصًا مع تبرير هذه الدعوة وربطها بوحدة الأراضي السورية، وهو الأمر الذي لطالما عارض مخطط الأكراد في تأسيس روج آفا أو غرب كردستان التي تعد عفرين إحدى أقاليمه الثلاثة.
وكانت مصادر كردية كشفت الأسبوع الماضي عن اشتراط وحدات حماية الشعب الكردية انتشار قوات الأسد خارج عفرين وعلى الحدود السورية مع تركيا. في حين طالب النظام باستلام المدينة بشكل كامل وفرض سيطرته عليها، ودعا القوات الكردية إلى تسليم سلاحها قبل دخوله.
وأعلن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي عن التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد لدخول قوات النظام عفرين بهدف “حمايتها والدفاع عنها”.
ويعد هذا الإعلان الأول من نوعه، ويأتي بعد ساعات من كشف المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب في عفرين عن مباحثات تجري بين الإدارة الذاتية ونظام الأسد بشأن عفرين.
وصرّح حينها المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب في عفرين أن الخيارات جميعها متاحة طالما تمنع الدخول التركي، بحسب تعبيره.
حديث عن نزاع بين الأسد والأتراك في عفرين
من جهتها، نقلت صحيفة “الحياة” عن مصادر دبلوماسية روسية، أن موسكو كانت تريد أن تنتشر قوات النظام السوري في عفرين لوقف عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد شهر يناير الماضي.
واستبعدت المصادر في الوقت نفسه اندلاع نزاع بين قوات النظام والأتراك.
وفي الأثناء، أعرب خبراء روس عن ثقتهم بأن نجاح روسيا في أي وساطة تعيد قوات النظام إلى عفرين سيرضي أنقرة ودمشق، لا سيما أن سيطرة النظام على هذه المنطقة ستبدد مخاوف الأتراك من بروز كيان كردي على حدودهم الجنوبية.
من جانبه طرح المحلل السياسي المصري محمد حامد في تحليله لمفاوضات دخول قوات الجيش السوري الي عفرين، رأيًا قال فيه: “إنها فكرة أمريكية بمباركة روسية ورضاء تركي أن تعود قوات النظام السوري على حدود تركيا كما كان قبل 2011، فأنقرة تفضل نظام الأسد عن قيام كيان كردي” مشيرًا إلى أن هذا الخيار من نتاج زيارة ريكس تيلرسون الاخيرة إلى أنقرة.