بقلم: فيصل أيهان
تثير الانتباه التشابهات الصادمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والزعيم الألماني أدلوف هتلر الذي كان لا يهزم وتحدى العالم في مرحلة ما.
قال أردوغان: “ما فعلناه إلى الآن لا يمكن اعتباره حتى جولات إحماء، فخلال المرحلة المقبلة سننفذ حملاتنا الكبرى الفعلية” جاء ذلك خلال الاجتماع الخامس والأربعين لرؤساء الأحياء الذي عُقد في القصر الرئاسي.
وتثير هذه التصريحات الصادرة عن أردوغان الذي يتحكم في قوى الدولة كافة التساؤلات حول الخطة التي يدبرها أردوغان للمرحلة المقبلة.
وكان أردوغان قد ذكر في كلمة أخرى “إن أهمية حقوقنا في بحر إيجة وقبرص ليست أقل من أهمية عفرين بالنسبة لنا.. فإن شجاعة اليونان تستمر إلى ظهور طائراتنا فقط.. فإننا نحذرهم من هنا عن وضع حسابات خاطئة.”
كما وجه أردوغان أول أمس كلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شخص الجنرال بول ي. فونك قائلا: “يبدو أنه لم يتلقوا في حياتهم صفعة عثمانية أبدا.. فإننا إن متنا واحدا فننبعث ألفا. عليهم أن يستوعبوا هذا جيدا. فإن سفننا الحربية وقواتنا الجوية تتابع التطورات عن كثب للتدخل إذا دعت الحاجة ذلك”.
وإن كانت حرب عفرين مجرد جولات إحماء وأن أردوغان “القائد الأعظم” يتحدى العالم باستمرار بهذا الأسلوب؟ ماذا تكن يا ترى الحملات الكبرى الفعلية التي تجوب في ذهنه
“إن ألمانيا متيقظة بعد اليوم”
دعونا نستمع الآن إلى كلمة هتلر التي ألقاها في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1938 في برلين…
“ابتداء من هذه اللحظة فإن الشعب الألماني سيتحدون خلفي، وسيشعرون أن إرادتي هي إرادتهم. وإن ما يمنحني القدرة للمضي هو مستقبل شعبي وقدره. وإنني أطلب من شعبي الألماني العزيز أن يصطفوا خلفي! وإن رغبتي الوحيدة الحالية هو خلق إرادة مشتركة تتفوق قوة على كل الصعوبات والمخاطر. إن إرادتنا أقوى من الصعاب والمخاطر فيأتي يوم ونهزمها جميعا. وإننا اتخذنا قرارنا!”
هل لاحظتم التشابه الكبير بين كلام هتلر إذ يقول “إن ألمانيا متيقظة بعد اليوم” و”إننا اتخذنا قرارنا!” وتصريحات أردوغان!
خلال حريق الرايخستاغ في عام 1933 تحول مبنى البرلمان إلى رماد، وفي اليوم التالي للحريق أعلن هتلر أن الشيوعيين هم المسؤولون عن الحريق وأصدر مرسوما عطل به جميع الحقوق والحريات. وأمر بعد ذلك باعتقال 181 من البرلمانيين المعارضين.
كان منفذ ذلك الحريق هو شيوعي هولندي، ولكن الحزب النازي المعارض حينها استغل هذا الحريق وأصبح الصوت الوحيد للبلاد.
وأما في تركيا وقد تعرض مبنى البرلمان إلى قصف في أثناء المحاولة الانقلابية المدبرة في الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2016.
سارت الأمور في البداية حسبما كان يحلو لهتلر، وابتداء من عام 1940 سيطر هتلر على جزء كبير من أوروبا. وخضعت كل من بولندا، وسلوفاكيا، والنرويج، والدنمارك، ودول البنلوكس وفرنسا للحكم النازي وصارت إيطاليا والمجر ورومانيا حلفاء عسكريين له. وأصبح هتلر الزعيم الذي لا يقهر بالنسبة لملايين الألمان.
لكن، إن نهاية كل ديكتاتور معلوم مسبقا. فإن الشعب الألماني قد ثمن مناصرته لهتلر عن جهل، وثمن سكوتهم عن المذابح التي ارتكبها بعد مدة قصيرة.
وإن الذين احتشدوا في الميادين وهللوا وصفقوا لهتلر وجدوا بعد إفاقتهم من غيبوبة التنويم المغناطيسي الذي تعرضوا لها أنه قد حدث ما يلي:
1- توفي 60 مليون شخص.
2- وقع أحد أكبر المذابح في تاريخ البشرية.
3- تحولت ألمانيا إلى أطلال من الدمار.
4- تعرضت الأراضي الألمانية للاحتلال من قبل أربعة دول.
5- انقسمت ألمانيا إلى شرقية وغربية.
6- ظهر عداء خطير ضد الألمان في العالم بأسره.
7- دفعت دولة ألمانيا طوال سنوات عديدة غرامات ثمنا للمذابح والحروب، ولم تستعد ألمانيا عافيتها إلا بعد 30 عامًا.
وفي الوقت الراهن فإن ديكتاتورا مدججا بصلاحيات شبيهة بما كان يمتلكه هتلر، يجر تركيا نحو هاوية خطيرة، بدافع أحلام مشابهة، ويتابع “مواطني بلادي” وعددهم 80 مليون، الأحداث وكأنهم تعرضوا لتنويم مغناطيسي، ويهتفون قائلين “خذنا إلى عفرين أيها الرئيس”.
نخشى أن الوقت سيكون متأخرا جدا، عندما يتبين المكان الذي يقودهم إليه الرئيس!
- الترجمة عن التركية: يوكسل جولبنار