إسطنبول/اوكسفورد (انجلترا) 23 ديسمبر كانون الأول (رويترز) –
قالت هيئة لإدارة الإنترنت إن خوادم الإنترنت التركية شهدت إحدى
أكثر الهجمات الإلكترونية كثافة على الإطلاق في البلاد خلال
الاسبوع الماضي مما يثير المخاوف من أن تكون أنقرة هدفا للقراصنة
المدفوعين سياسيا.
وقال خبراء إنترنت إنه لم تتضح هوية الجهة المتسببة في الهجمات
التي بدأت يوم الاثنين لكن (نيك دوت تي آر) وهي هيئة غير حكومية
تدير العناوين الالكترونية التي تستخدم نطاق (دوت تي آر) والذي
يشمل وزارات وجهات عسكرية ومصارف مالية ومواقع تجارية كثيرة قالت
إن تلك الهجمات قادمة من “مصادر منظمة” خارج تركيا.
وتكهنت تقارير إعلامية محلية بان تدفقا على خوادم الإنترنت
التركية شمل أكثر من 300 ألف موقع الكتروني ربما يكون أتى من
روسيا. وعزت التقارير ذلك إلى العلاقات المتوترة بين تركيا وموسكو
بعد اسقاط طائرة حربية روسية الشهر الماضي فوق الحدود السورية.
وقالت (نيك دوت تي آر) إن التدفق المعوق والذي تم خلاله
استهداف الالاف من أجهزة الكمبيوتر بشكل محدد أدى إلى بطء سرعات
الإنترنت في بعض المواقع.
وقال ارتوري ليهتيو من شركة اف-سيكيور لأمن الإنترنت التي تتخذ
من فنلندا مقرا “لأن حجم ومدة الهجوم غير ملاحظين لم يشعر به أحد.
ليست لدينا معلومات كافية للبدء في التكهن اذا كان الأمر متعلقا
بدول محددة أو اذا كانت جماعة ما أو عمل فردي.”
وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها المواقع الالكترونية
التركية لهجمات. وقال قراصنة يؤيدون الحكومة السورية يطلقون على
أنفسهم اسم (الجيش السوري الالكتروني) في وقت سابق من العام إنهم
نجحوا في الولوج إلى حسابات بريد الكتروني للحكومة.
ونشرت جماعة القرصنة المجهولة تسجيل فيديو مطلع الاسبوع على
موقع يوتيوب -تم محوه لاحقا- قالت فيه إن الهجمات ستستمر اذا “لم
تتوقف تركيا عن دعم” تنظيم الدولة الإسلامية.
ويتهم بعض المنتقدين -ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين-
تركيا بدعم متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما تنفيه الحكومة.
واتخذت حكومة أنقرة في السابق موقفا صارما تجاه مواقع التواصل
الاجتماعي عندما كان يتولى رجب طيب اردوغان رئاسة الوزراء. وعلى
سبيل المثال تم حظر تويتر بشكل مؤقت في 2014 بعد تسريب مكالمات
هاتفية لمسؤولين بالحكومة.