صواش: الهشاشة الداخلية للأمة الإسلامية تستوجب “نقدا ذاتيا”
سلط نوازد صواش، المشرف العام على مجلة “حراء” التركية، الناطقة بالعربية، الضوء على معالم من فكر مؤسس جماعة الخدمة، فتح الله كولن، وتأثير الهجمات الإرهابية الأخيرة التي كانت عدد من الدول مسرحا لها وراح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، على المسلمين، حيث أكد أن مرتكبي هذه الجرائم لا يمثلون الدين الإسلامي، وإنما هي نتيجة لسوء فهمهم.
صواش، الذي حل ضيفا على مؤسسة هسبريس في الرباط، شدد على أن “البضاعة التي تقدمها جماعة الخدمة هي بضاعة الإيمان والإسلام والمحبة، ومن يملكها ينبغي أن يطير بها في الآفاق”، مضيفا أن الكثيرين يتساءلون لماذا يتم صرف أموال طائلة من أجل بناء المدارس والمؤسسات التابعة للخدمة، لكن “بضاعة الإيمان تستحق”.
وفي ما يخص تعليقه على الهجمات الإرهابية التي عرفها العالم مؤخرا، قال المشرف العام على مجلة “حراء”، إنه “يتم الترويج بكون الإسلام دين عنف، في الوقت الذي هو ليس كذلك، وتبقى هذه المسألة جد معقدة”.
ويرى المتحدث ذاته أنه من الضروري أن يقوم المسلمون بنقد ذاتي من أجل محو الصورة التي وصفها بـ “المؤلمة” عنهم، مبينا أن سلسة هذه الهجمات بدأت مع أحداث 11 سبتمبر 2011 بالولايات المتحدة الأمريكية، مما ساهم في تشويه صورة الإسلام على المستوى العالمي، وتسبب في مآسي كثيرة في منطقة الشرق الأوسط.
وبالنسبة لنوازد صواش فإن “هذه المآسي تعوّد عليها العالم الإسلامي منذ 150 سنة مما جعلها تكون روتينية، لكن الآن أصبح لها صدى عالمي، ويتم استهداف الإسلام نتيجة لذلك في الدول الغربية”، واصفا ذلك بـ “الكارثة الحقيقية”، في حين إن “من يبيت الشر لهذا الدين يخشى من الإسلام المتحضر”، على حد تعبيره.
“المسألة هي في الإسلام في حد ذاته وطالبان عندما تفجر تماثيل بوذية تروع الناس من الإسلام في الغرب”، يقول صواش، مضيفا أن ما يحدث في العالم من هجمات يعتبر “جرائم كبرى”، ما يحتم على علماء الأمة بأن يكون لهم موقف قوي من الإرهاب، كما فعل فتح الله كولن مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث شدد على سماحة الإسلام، وعلى أن من يقوم بهذه الأفعال الإرهابية ليس بمسلم.
وفي السياق ذاته، وصف المتحدث هذه الحوادث المتكررة بكونها “حوادث مؤسفة”، ما “يفرض الإسراع بالقيام بخطوات قوية، والتواصل مع الآخر، وبناء مراكز ثقافية في أوروبا من أجل نشر الثقافة الإسلامية السمحة”، يرى صواش.
وبخصوص فلسفة جماعة الخدمة، أوضح صواش، أنها لا تقتصر فقط على الكلام، وإنما “أفصح كلام هو المسلمون أنفسهم وتأسيس المؤسسات والاحتكاك مع الإنسان الغربي والدعوة”، مضيفا أنه لابد من تقديم صورة مشرقة قبل حدوث مثل هذه الهجمات، التي تأتي على الأخضر واليابس، وذلك في إطار تقديم بديل لذلك.
المتحدث اعتبر أن الأمة الإسلامية تعيش حالة من “الهشاشة الداخلية”، نتيجة عدد من الصراعات التي وقعت بين الطوائف، خاصة بين السنة والشيعة، وعدم تدبير الاختلاف بشكل جيد، حيث “تكفي نقرة واحدة لكي تسقط البنية، مما يستدعي القيام بمشروع للبناء والتغيير، والوصول إلى وضع لا يمكن أن يؤثر فيه أي عامل خارجي في العالم الإسلامي”، بحسب رأي المشرف العام على مجلة “حراء” التركية.
في المقابل، يواصل نوازد صواش توضيح رأيه بإجراء مقارنة بين المسلمين والأوروبيين، فإن الأوروبيين يختلفون فيما بينهم، ويعبّرون عن هذا الاختلاف، لكن يتعايشون بشكل تام فيما بينهم، في الوقت الذي لا تزال العاطفة هي الغالبة لدى المسلمين، مما يستدعي العمل على “تقوية المناعة الداخلية”.
من موقع هسبريس