أنقرة (زمان التركية) – تجاوزت ردود الفعل على اعتقال عمدة بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو حدود تركيا وانتشرت إلى الخارج. ففي حين تستمر الاحتجاجات في جميع أنحاء تركيا منذ 19 مارس/آذار، ينزل المغتربون الأتراك في الخارج إلى الشوارع أيضًا.
وفي مدينة برشلونة الإسبانية، دعمت الشرطة المواطنين الذين أرادوا الاحتجاج، حيث أوقفت الشرطة حركة المرور وفتحت طريقًا للمسيرة.
وأثار الشباب الأتراك الذين يواجهون معاملة قمعية من الشرطة أثناء الاحتجاجات في تركيا هذه القضية على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مقارنتها بالوضع في برشلونة.
وتشهد تركيا موجة احتجاجات متصاعدة بعد سجن أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول، حيث تجددت الدعوات للتظاهر في مختلف أنحاء البلاد في أكبر حركة احتجاجية تشهدها تركيا منذ عام 2013.
وأعلنت السلطات عن توقيف أكثر من 1130 متظاهراً منذ بدء الاحتجاجات الأربعاء الماضي، بينما فرضت حظراً مؤقتاً على التجمهر في المدن الرئيسية. غير أن طلاباً تحدوا هذا الحظر وبدأوا بالاحتشاد في إسطنبول وأنقرة منذ ظهر الاثنين.
قضى إمام أوغلو ليلته الثانية في سجن سيليفري (المعروف أيضاً بسجن مرمرة) غرب إسطنبول، وذلك بعد إدانته بتهم فساد رفضها بشدة، واصفاً سجنه بأنه “احتجاز تعسفي بلا محاكمة”. وفي رسالة نقلها محاموه، قال: “أنا هنا، أرتدي قميصاً أبيض لا يمكنكم تلطيخه. معصمي قوي ولن تتمكنوا من كسره. لن أتراجع قيد أنملة وسأنتصر في هذه الحرب”.
وفي تطور سياسي بارز، اختار حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) إمام أوغلو مرشحاً له للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2028، وذلك بعد انتخابات تمهيدية شارك فيها 15 مليون ناخب، وفقاً للحزب.
اتهامات بالتوظيف السياسي للقضاء
وصف حزب الشعب الجمهوري اعتقال إمام أوغلو بأنه “خطوة سياسية تتعارض مع الديمقراطية”، بينما نفت الحكومة هذه الاتهامات وأكدت استقلالية القضاء.
إلى جانب إمام أوغلو، أوقفت السلطات نحو 50 شخصاً آخرين بينهم رئيسا بلديتين في إسطنبول ينتميان للحزب ذاته، وذلك بتهمتي “الفساد” و”الإرهاب” وفقاً للتقارير الإعلامية المحلية.