أنقرة (زمان التركية) – هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات وضرائب جمركية عنيفة على روسيا والدولة الشريكة وذلك في حال ما لم يتم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ولم يكشف ترامب عن الدول المقصودة بعبارة “الدول الشريكة” أو كيفية توصيف المصطلح، غير أن هذا المصطلح لا يشكل وضعا جيدا لتركيا التي تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لروسيا.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا 68.1 مليار دولار في عام 2022 الذي شهد انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية. وتشير البيانات الإحصائية إلى أن تركيا كانت ثالث أكبر دولة تجارة مع روسيا في عام 2023 أي بعد مرور عام من الحرب.
وتستورد تركيا القمح والحبوب بكميات كبيرة من روسيا، بينما تصدر الخضروات والفاكهة والمكسرات والبلاستيك ومنتجاته إلى روسيا.
ولا تقتصر الصادرات التركية على هذا، إذ تعكس بيانات عام 2021 تصدر تركيا معدات وآلات بنحو 28 في المئة. وبالإمكان استخدام جزء كبير من هذه السلع في الصناعات العسكرية.
وقد يعني عدم التوصل لاتفاق بين روسيا وأكرانيا إلى تعرض تركيا، أحد أكبر الشركاء التجاريين لروسيا، لعقوبات أمريكية.
جدير بالذكر أيضا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شارك في الصورة التذكارية لعائلة بريكس خلال مؤتمر كازان في ظل تقرّبه من المنظمة.
وأصبحت تركيا قوة اقتصادية متوازنة ومؤثرة بالحرب الروسية الأوكرانية بفضل الوساطة التي تولتها في اتفاقية ممر الحبوب بالبحر الأسود بين كل من روسيا وأوكرانيا.
وقد تضطر تركيا الحليفة في الناتو إلى الاختبار بين العقوبات الأمريكية أو خسارة روسيا كشريك تجاري حال عدم توصل أطراف الحرب لاتفاق.
قد تؤثر العقوبات الاقتصادية التي يهدد بها ترامب على روسيا بشكل محدود بالنظر إلى العلاقات التجارية الأمريكية الحالية، فخلال الأشهر 11 الأولى من عام 2024 تراجعت واردات أمريكا من روسيا بنحو 2.9 مليار دولار بعدما بلغ هذا الرقم في عام 2021 نحو 29.6 مليار دولار.
لهذا فإن استهداف أمريكا للحلفاء التجاريين لروسيا مثل تركيا قد يدفع الدول العالقة بين أمريكا وروسيا إلى مغادرة السوق الروسية.
وتضم قائمة أكبر الشركاء التجاريين لروسيا كل من الصين والهند وتركيا والبرازيل وكازاخستان بجانب أيضا كوريا الجنوبية التي تحظى بحماية ودعم تجاري من الولايات المتحدة.
هذا وهناك اختلافات واسعة بين مواقف الجانبين التفاوضية، كما يخشى بعض الأوكرانيين من أنهم قد يضطرون إلى تقديم تنازلات كبيرة بعد سنوات من الصراع المدمر الذي تحول إلى حرب استنزاف على الجبهة الشرقية.