أنقرة (زمان التركية) – تشغل احتمالية ترشح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدورة رئاسية ثالثة الساحة السياسة في تركيا.
وخلال الاجتماع الدوري الثامن لشعبة حزب العدالة والتنمية الحاكم في شانلي أورفة الأسبوع الماضي، صعد أردوغان للمنصة رفقة الفنان التركي الشهير، إبراهيم تاتليسس، وفي إجابته عن سؤال تاتلس حول ما إن كان سيترشح بالدورة القادمة، قال أردوغان: “أنا موجود طالما أنك موجود” ليرد عليه تاتلسس، قائلا: “أنا موجود حتى الموت. ها قد حصلنا على وعد منه”.
وخلال إجابته عن أسئلة الصحفيين عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، تطرق الناطق باسم الحزب، عمرو شاليك، إلى سؤال حول ما إن تم بحث ترشح أردوغان لدورة رئاسية ثالثة خلال الاجتماع وذلك في ظل الأحاديث المتداولة حول الأمر عقب الحوار الذي جمعه بتاتلسس.
وأعرب شاليك عن سعادته من طرح الأمر بهذه الطريقة، قائلا: “نحن أيضا نقول طالما إنه موجود نحن أيضا موجودون. سنبحث الصيغة لهذا. في السياسة، السنة قصيرة جدًا، واليوم طويل جدًا. سنبحث الأمر، لكن المهم هو رغبة النواب والمواطنين بهذا الأمر. فإرادة الشعب تتجلى بهذه الطريقة، عندما ننظر إلى الأحداث من حولنا، نرى في كل مناسبة مدى قيمة كل من الإرث والمثابرة السياسية لرئيسنا ليس فقط لبلدنا ولكن أيضًا لمنطقتنا. آمل أن نتجاوز هذه المراحل بأفضل شكل “.
كيف سيُفتح المجال أمام ترشح أردوغان لدورة ثالثة؟
هذه التطورات تحرك الساحة السياسية، فبينما يعد الدعم الشعبي والعمليات الدستورية من بين العناصر الحاسمة التي ستشكل هذا المسار، فإن هدف “تركيا بلا إرهاب” ودور الرئيس أردوغان القيادي الإقليمي يأخذان النقاشات إلى أبعاد مختلفة.
من جانبه تناول كاتب صحيفة صباح، أوكان موديريس أوغلو، الأمر في مقاله الأخير. وأشار موديريس أوغلو إلى التطورات وصيغتين قائلا: “في رأيي، ستجلب الظروف أهمية تجربة الرئيس أردوغان إلى الواجهة”.
وجاء مقال موديريس أوغلو على النحو التالي: “السؤال حول ما إن كان أردوغان سيترشح مرة أخرى للرئاسة يتربع في أذهان الجميع حتى وإن كان توقيته مبكر.
هناك ثلاثة مواقف أعادت إبراز قضية ترشح أردوغان:
– الشرارة الأولى للفنان إبراهيم تاتلسس في المؤتمر الإقليمي لحزب العدالة والتنمية شانلي أورفة في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري بسؤال أردوغان من خشبة المسرح “ما إن كان سيترشح أم لا” والتزام أردوغان الصمت لبعض الوقت من ثم إجابته عن السؤال مع إصرار تاتلسس بقوله “أنا موجود طالما إنك موجود”. هذه الإجابة مرنة ولكنها ذات مغزى تجلب معها سلسلة من التفسيرات.
– تعامل حزب الشعب الجمهوري بريبة مع الإصرار على “تركيا بدون هدف” والجهد المبذول لهذا الغرض والتساؤل “حول ما إن كانت هناك رغبة لفتح المجال أمام ترشح أردوغان من جديد” ورغبة الحزب بربط الخطوة التاريخية للقضاء على المنظمة الإرهابية بالانتخابات الرئاسية حتى ولم ليكن لها ارتباط مباشر بالأمر.
– إجراء جميع الدراسات المتعلقة بالمؤتمر الكبير لحزب العدالة والتنمية المقرر عقده في 23 فبراير/ شباط القادم وما سيعقبه بافتراض أن الرئيس أردوغان سيكون الفاعل السياسي الرئيسي للبلاد.
لذلك دعونا نسأل السؤال الأولي مرة أخرى ونعطي الإجابة من وجهة نظرنا: “هل سيترشح الرئيس أردوغان للرئاسة مرة أخرى ؟”. إجابتي لهذا السؤال هى “لابد له من ذلك”، لكن كيف؟
وجود رغبة شعبية لهذا الأمر مهم بقدر أهمية وجود رغبة بالقاعدة الدستورية. لماذا؟
لأننا رأينا في شانلي أورفا أنه هناك حشد جاد يريد أن يكون الرئيس أردوغان رئيساً لولاية أخرى. إن عكس جزء كبير من الشعب هذا المطلب بجدية عندما يحين الوقت، فلا يمكن للأغلبية العددية في البرلمان أن تتجاهل الأغلبية السياسية للشعب.
نعلم أنه لكي يترشح أردوغان من جديد إما سيتم إجراء تعديل استثنائي على الدستور أو يتقرر تجديد الانتخابات بتوقيع 360 نائباً.
في رأيي أن الظروف ستبرز أهمية تجربة الرئيس أردوغان إلى الواجهة، إذ سيتم التشكيك في الفهم السياسي بعمق عند إدراك دور الرئيس أردوغان “الأساسي” لتركيا والمنطقة والسلام العالمي.
ومع هذا، لن يكون تمهيد الطريق لترشيح الرئيس أردوغان ضمانًا مطلقًا. ففي نهاية المطاف، هذه عملية انتخابية.