القاهرة (زمان التركية)ـــ في 4 ديسمبر، ذكر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيجا، خلال زيارته إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، أن الخامس من ديسمبر يوافق الذكرى الثلاثين لتوقيع مذكرة بودابست.
مذكرة بودابست لعام 1994 هي اتفاق دولي قامت أوكرانيا بموجبه بتسليم ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم مقابل ضمانات أمنية من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
ووفقًا لأندريه سيبيجا، فإن هذا الاتفاق فشل في حماية أوكرانيا والعالم من الحرب والعدوان الروسي.
وأضاف أن هذا هو السبب الذي يجعل أوكرانيا تتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء. وقال الوزير: “سوف نناقش مع شركائنا مفهوم السلام من خلال القوة، ولدينا فهم واضح لما يجب علينا فعله مع شركائنا لتنفيذ ما علينا”.
تصريحات حول الأسلحة النووية لأوكرانيا
خلال اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل، الذي عُقد في 17 أكتوبر، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضًا إلى أن مذكرة بودابست لعام 1994 بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا غير فعالة. وأوضح أن أمن أوكرانيا يمكن ضمانه إما من خلال عضوية الناتو أو امتلاك الأسلحة النووية.
وقال زيلينسكي: “أي من هذه القوى النووية الكبرى عانت؟ هل جميعهم -يعانون-؟ أليست أوكرانيا فقط من تخلّى عن الأسلحة النووية؟ هل الجميع -تخلى عن الأسلحة النووية-؟ لا؛ فقط دولة واحدة، من؟ أوكرانيا. من يحارب اليوم؟ أوكرانيا”.
في وقت سابق، ووفقًا لما نشرته مجلة (ذا تايمز) البريطانية، استنادًا إلى مذكرة تحليلية أعدتها وزارة الدفاع الأوكرانية، ورد أن أوكرانيا قد تطور قنبلة نووية بدائية باستخدام البلوتونيوم، إذا أوقف دونالد ترامب المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، وقد يستغرق إنشاء القنبلة بضعة أشهر.
وستكون القنبلة مشابهة لقنبلة “فات مان” التي أُلقيت على مدينة ناجازاكي اليابانية عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكرت الوثيقة أن “تطوير قنبلة ذرية بسيطة، كما فعلت الولايات المتحدة ضمن مشروع مانهاتن، لن يكون مهمة صعبة حتى بعد مرور 80 عامًا”.
وبحسب المذكرة التحليلية، لا توجد في أوكرانيا إمكانيات لتصنيع وتشغيل منشآت كبيرة لأجل تخصيب اليورانيوم، لكن يمكنها استخدام البلوتونيوم من قضبان الوقود المستنفدة من 9 مفاعلات نووية أوكرانية.
ويُقدّر وزن البلوتونيوم المتوفر من مفاعلات الطاقة النووية الأوكرانية بحوالي 7 أطنان، وهو ما يكفي لمئات الرؤوس الحربية ذات قوة تكتيكية تبلغ حوالي عُشر قوة القنبلة الذرية المستخدمة في ناجازاكي.
وقال مؤلف التقرير، أوليكسي ييزهاك، رئيس المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا: “هذا سيكون كافيًا لتدمير قاعدة جوية روسية بالكامل أو منشآت عسكرية أو صناعية أو لوجستية مركزة، وستكون القوة الدقيقة للسلاح النووي غير قابلة للتنبؤ، لأنه سيتم استخدام نظائر مختلفة من البلوتونيوم”.
وأضاف ييزهاك ومدير مركز دراسات الجيش ونزع السلاح، فالنتين بدرق، لصحيفة (ذا تايمز) أن المملكة المتحدة قد تفي بالتزاماتها الأمنية بموجب مذكرة بودابست، وتساعد كييف في تطوير أسلحة نووية إذا تركتها الولايات المتحدة بدون دعم دفاعي.
في وقت سابق، أفادت صحيفة Bild الألمانية بأن أوكرانيا تخطط لإنشاء أسلحة نووية “في غضون أسابيع”. وبعد هذا التقرير، نفى زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للناتو مارك روته أن أوكرانيا كانت تعد لإنشاء أسلحة نووية، كما نفت وزارة الخارجية الأوكرانية ذلك.
وأشار زيلينسكي إلى أن هذه الادعاءات “مجرد إشاعات”، واسترجع محادثته مع المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب خلال زيارته للولايات المتحدة في 27 سبتمبر، وأوضح لترامب أن روسيا انتهكت مذكرة بودابست، وأن الاتفاقيات بموجبها لم تنجح، وأن الدولة الوحيدة المتضررة هي أوكرانيا التي تخلت عن أسلحتها النووية.
وقال زيلينسكي: “وفي حديثي مع دونالد ترامب، قلت له إن هذا هو واقعنا؛ ما الحل؟ إما أن تمتلك أوكرانيا أسلحة نووية، وهذا سيؤمن دفاعًا لنا، أو يجب أن نحصل على نوع من التحالف”.