أنقرة (زمان التركية) – أثارت دعوة زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، بالعفو عن زعيم تنظيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، تساؤلات حول تداعيات تلك الدعوة على الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يقبع داخل سجن أدرنة منذ عام 2016، صلاح الدين دميرتاش.
وتفاوتت أراء الخبراء السياسيين في تركيا حول أبعاد تلك الدعوة فيما يخص دميرتاش.
وفي هذا الإطار، رأي الخبير السياسي، أران أكسويوغلو، أن الهدف من إبراز أوجلان كمخاطب سياسيا —نيابة عن الأكراد تهدف لتحييد دميرتاش وتصفيته سياسيا قائلا: “لأننا أصبحنا نرى أوجلان كطرف مخاطف في هذه المرحلة. في الواقع بهجلي لا يخجل في هذا الأمر، لكن هذه العملية تخلق من تلقاء نفسها تركيبة ستسحق دميرتاش بسبب دور أوجلان”.
وأرجع أكسويوغلو السبب إلى أنه سيتم اعتبار دميرتاش بأنه شخصية لا حاجة لها نظرا لوجود أوجلان بالفعل ضمن العملية وبهذايتم تصفية ممثلي الحركة الكردية الذين أصبحوا جيلاً متجدداً ولديهم بعض المواقف الواقعية، قائلا: “في كل الأحوال، يتشكّل وضعا يحظى فيها بهجلي بامتيازات كثيرة”.
في المقابل، أوضح الخبير السياسي، إوزجون إمرة كوتش، أن العملية المشار إليها ستعزز موقف دميرتاش، مشيرا إلى أهمية تناول تصريحات أردوغان بعدم إهدار هذه الفرصة لمصالح شخصية على أنها جهود للتسلل إلى داخل الحركة الكردية.
وذكر كوتش أن تصريحات أردوغان تحمل رسالة بعدم التركيز على الشخصيات والتركيز على الوجهة المقصودة وأن تخرج جميع الأطراف من العملية فائزة قائلا: “اعتقد أن الشخص المعني هنا هو دميرتاش. دعونا من دميرتاش ولنجرب حل الأمر عبر أوجلان. اعتقد أن الهدف هو عدم إضعاف دميرتاش على المدى الطويل بل وتعزيز قبضته حتى وإن بدى الأمر على المدى القصير بأنه محاولة لإقصاء دميرتاش”.
وفيما يتعلق بحبس دميرتاش، أكد كوتش أن السلطة الحاكمة بعد فترة من الآن ستفتر لأي مبررات لمواصلة حبس دميرتاش مشيرا إلى احتمالية إشراك دميرتاش بعلمية الحل بمرور الوقت.
وكان بهجلي قد دعا في كلمته أمام الكتلة البرلمانية للحزب أمس الأول إلى إلغاء العزلة المفروضة على أوجلان، قائلا: ““إذا تم رفع العزلة عن الزعيم الإرهابي، فعليه أن يأتي ويتحدث في اجتماع كتلة حزب المساواة والديمقراطية الشعبية، ويعلن أن الإرهاب قد انتهى وتم حل العمال الكردستاني”.
ولاقت دعوة بهجلي هذه ترحيبا من كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي.