أنقرة (زمان التركية) – يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات على الساحة الرسمية خلال الاجتماع غير الرسمي المقرر عقده في بروكسل، بمشاركة تركية بعد غياب خمس سنوات.
وتعقد الاجتماعات غير الرسمية، وهي منصة استشارية لتطوير وجهات النظر والاستراتيجيات المشتركة بين الدول الأعضاء، في عاصمة لدولة التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي بالتناوب لمدة 6 أشهر.
وتم دعوة تركيا ولأول مرة منذ خمس سنوات للمشاركة في الاجتماع، ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية، هاكان فيدان، الاجتماع لمناقشة العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي والتعاون بشأن القضايا الجيوسياسية المشتركة وقضية قبرص مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أونجو كيشيلي، الدعوة بأنها “بحث عن الحوار” من قبل الاتحاد الأوروبي، قائلا: “نأمل أن تمهد هذه الخطوة الطريق لتعديل قرارات مجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي بتاريخ 15 يوليو/ تموز 2019، والتي جمدت علاقاتنا، في الفترة المقبلة. وتشير هذه الدعوة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرك الحاجة إلى تطوير العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية”.
ويختلف الاجتماع المقرر عقده عن سابقية، إذ تم نقل الاجتماع، الذي كان من المقرر عقده في بودابست في 1 يوليو/ تموز، إلى بروكسل بسبب التوترات بين المجر، التي تتولى الرئاسة الدورية، وإدارة الاتحاد الأوروبي.
وأعلن جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نقل الاجتماع إلى بروكسل كجزء من رد الفعل على زيارة رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إلى العاصمة الروسية، موسكو، في اليوم الخامس من توليه رئاسة البلاد واجتماعه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وتعرضت الزيارة لانتقادات شديدة من قبل إدارة الاتحاد الأوروبي لأسباب مثل حقيقة أن أوربان غير مصرح له بتمثيل الاتحاد وأن الزيارة لا تتوافق مع السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وليس من المعروف بعد ما إن كان وزير الخارجية المجري، بيتر زيجارتو، سيحضر الاجتماع أم لا.
وسيتمحور الاجتماع حول التطورات في أوكرانيا والشرق الأوسط، حيث سيبدأ الاجتماع بجلسة أوكرانيا بمشاركة وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، وسيقدم إحاطة.
وسيناقش الوزراء في هذه الجلسة كيفية دعم البلاد في الاستعداد لفصل الشتاء، خاصة في سياق هجمات روسيا على خطوط الطاقة الأوكرانية، واستمرار الجهود في إطار مؤتمر السلام الدولي الذي عقد في سويسرا في يونيو/ حزيران، وزيادة الضغط على روسيا وتسهيل استخدام الإيرادات من الأصول الروسية المجمدة لأوكرانيا في إطار العقوبات، كما ستتم مناقشة زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك الأداة المالية الجديدة للاتحاد الأوروبي المسماة “صندوق إغاثة أوكرانيا”.
وستشمل جلسة الشرق الأوسط على نطاق واسع مناقشة الوضع في غزة والضفة الغربية والبحث عن طرق للحد من الصراع، حيث سيتم مناقشة المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس لتبادل الأسرى وجهود وقف إطلاق النار في غزة وانعكاسات الوضع في لبنان وضرورة دعم هذا البلد.
ومن المتوقع أن يطرح بوريل على جدول أعمال الوزراء عقوبة من شأنها أن تشمل أعضاء الحكومة الإسرائيلية على عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، والتي ذكرها في تصريحات سابقة.
وستتم مناقشة التفاصيل حول كيفية قيام الاتحاد الأوروبي بتزويد السلطة الفلسطينية بالدعم المالي البالغ 400 مليون يورو الذي أعلن عنه الشهر الماضي لمساعدتها في إعادة هيكلة اقتصادها ودعم الاستدامة المالية.
ومن المقرر أيضًا أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نتائج الانتخابات المثيرة للجدل في فنزويلا في 28 يوليو / تموز والوضع في البلاد.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي دعا إلى التزام الشفافية وضبط النفس بعد فوز نيكولاس مادورو في الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة بنسبة 51.20 في المئة.
في بيان الأسبوع الماضي، كرر بوريل أنهم “لن يعترفوا بالنتائج ما لم يتم التحقق من سجلات الانتخابات بشفافية”.