أنقرة (زمان التركية) – أكد نائب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية جاغطاي أوزدمير الحاجة إلى “نظام عالمي مؤسس من جديد”.
وذكر في تصريحات لوكالة “الأناضول” حول كتابه الجديد باللغة الإنجليزية “النسر بين الصعود والنزول: قراءة تقييمية للنظام الليبرالي العالمي”، أن الكتاب يحمل منظورا يركز على دور السياسة الخارجية الأمريكية في النظام العالمي الليبرالي والنقاشات حول مستقبل هذا النظام.
وأشار إلى أن نهاية الحرب الباردة كان لها تأثير كبير على النظام العالمي وعززت مكانة النظام العالمي الليبرالي باعتباره “النموذج المهيمن”.
وقال: “أنشئ النظام العالمي الليبرالي بعد الحرب الباردة ويتمركز حول أطروحة فوكوياما (نهاية التاريخ) وهو محور من محاور النقاش حول النظام الدولي الذي يُعتقد أنه لن ينهار أبدا”.
ولفت إلى أن النظام العالمي الليبرالي يُنظر إليه على أنه معادل للهيمنة الأمريكية.
وتابع قائلا: “تظهر التحولات التي شهدتها فترة ما بعد الحرب الباردة أن الهيمنة الأمريكية ليست مستدامة في الواقع، وبهذا المعنى لم توسع نفسها بشكل كامل في النظام الدولي حيث أن التطورات الإقليمية والعالمية تكشف ظهور وجهات نظر مختلفة في النظام العالمي، ونكشف ذلك في الكتاب عبر أدلة متنوعة”.
وأشار إلى أنه يناقش في كتابه بالتفصيل الأزمات الإقليمية التي عاشتها الهيمنة الأمريكية والأزمات العالمية التي عاشها النظام العالمي الليبرالي وجوهر ما نتج عن الأزمات.
وأردف بالقول: “صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتحديات السياسة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد النظام العالمي الليبرالي، وفقدان كيانات عالمية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لتأثيرها، وظهور روسيا والصين كجهات فاعلة مهيمنة على الساحة الدولية، وحقيقة أن كل هذه الأمور تغير النظام الدولي مرة أخرى، يخلق الحاجة إلى نظام دولي مؤسس من جديد”.
ومضى قائلا: “في هذا الكتاب اجتهدت لأتناول القضايا الأساسية مثل مقولة الرئيس رجب طيب أردوغان بأن العالم أكبر من خمسة وضرورة وجود محور جديد في النظام الدولي وحاجة الأمم المتحدة للإصلاح”.
وأكد أوزدمير أن تركيا “تعد جهة فاعلة مهمة من خلال الأساليب الاستباقية التي طرحتها في السياسة الخارجية”، مشيرا إلى أن القوى العالمية والإقليمية تغيرت وظهرت جهات فاعلة جديدة في النظام العالمي الجديد.
وبين أن تركيا “تلعب دور الحكم والراعي وأحيانا دور الوسيط” في الصراعات بمنطقتها ومعظم الصراعات الدولية.
وقال: “في هذا السياق نسعى للتأكيد في الكتاب على ضرورة قراءة المحاور التي أظهرتها دبلوماسية تركيا متعددة الرؤى تزامنا مع تحول النظام العالمي الدولي، لماذا؟ لأن النظام العالمي الليبرالي لا يتشكل من الهيمنة الأمريكية فقط”.