أنقرة (زمان التركية)- شهدت السنوات الخمس الأخيرة، الكثير من المناوشات في تركيا، بين الحكومة ومنصات التواصل الاجتماعي الشهيرة، التي تصر أنقرة على إخضاعها لرؤية الحكومة.
وبعد أن أبدت الحكومة التركية انزعاجها من سماح منصات التواصل الاجتماعي للمعارضين بانتقاد الرئيس والحكومة، وأجبرتهم في النهاية عبر تشريعات قانونية على قبول طلبات السلطات بإزالة المحتوى وحظر الوصول إلى حسابات بعينها، تبدي تركيا الآن انزعاجها من إزالة شبكات التواصل الاجتماعي وبالإخص انستجرام، بعض المنشورات التي تقول المنصة إنها تخالف سياستها.
سبب حظر انستجرام في تركيا
وعقب تقارير عن إزالة رسائل النعي والتعزية لزعيم حماس إسماعيل هنية من انستجرام، أصدرت هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مؤخرًا قرارا بحظر تطبيق انستجرام في البلاد، وهو القرار الذي أثار ضجة كبيرة، وعقد على إثره اجتماعين بين ممثلي التطبيق ووزير النقل والمواصلات التركي، لم تعلن نتيجتهما بعد.
ومنذ محاولة انقلاب يوليو/ تموز 2016، شهد تركيا تضيقًا واسع النطاق على وسائل الإعلام وتبع ذلك تضيق على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى منبر إعلامي بديل.
ومؤخرًا خرج مدير الاتصالات الرئاسية التركية فخر الدين ألتون، بتصريح مثير قال فيه إن تركيا بحاجة إلى إنتاج منصات التواصل الاجتماعي المحلية والوطنية.
وعلى غرار روسيا والصين؛ دعا مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون خلال كلمته في “البرنامج التدريبي لحقوق الإنسان” الذي عُقد في مقر حزب العدالة والتنمية إلى إنتاج وسائل تواصل اجتماعي رقمية “محلية”، وقال ألتون: “كما برزت مؤسساتنا الإعلامية المحلية والوطنية، وكما تم إنتاج علامات تجارية، يجب إنتاج علامات تجارية مماثلة في المجال الرقمي، في مجال الإعلام الرقمي، أناشد أصحاب الشركات الإعلامية التقليدية: تعالوا، استثمروا أكثر في الإعلام الجديد، الإعلام الرقمي”.
أضاف ألتون: أنا لا أتحدث فقط عن إنتاج المحتوى، أنا أتحدث عن بناء منصات التواصل الاجتماعي المحلية-الوطنية؛ فمنصات التواصل الاجتماعي التي نواجهها هي شركات خاصة، بعد استثمارها في هذا المجال، وجدت لنفسها مساحة واسعة وللأسف عمّقت الظلم وأزمة الحقيقة على الساحة العالمية كما هو الحال اليوم، وفي مقابل ذلك، نحن بحاجة إلى إنتاج منصات التواصل الاجتماعي المحلية والوطنية”.
وقال: “يلعب قطاعنا الخاص دورًا خطيرًا للغاية، إن نجاح قطاع المسلسلات التلفزيونية لدينا في العالم واضح، نجاح الشركات التركية في العالم واضح، طالما أننا نؤمن بذلك. لنثق بأنفسنا. كمؤسسة، نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة في هذ الشأن”.