بقلم: هيثم السحماوي
إن كلا من النظام القانوني في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي وان اختلفا في بعض الأوجه، إلا أنهما يظلان متفقان علي أسس ومبادئ معينة، منها غاية تحقيق السلم والتعاون بين الجميع. والحقيقة أن مثل هذه المبادئ هي مناط اتفاق ليس فقط بين هذين النظامين ولكن بين أي نظام قانوني محترم وعادل.
ومن تلك الأوجه المتعددة والمشتركة بين كلا النظامين الشريعة والقانون:
• فإذا نظرنا لمبدأ العدالة نجد أنه أساس وجوهر في الشريعة الإسلامية، حيث توجد عشرات الايات في القران الكريم والسنة النبوية التي تحض على العدالة وتجعلها من أساسيات الدين مع الجميع وكل الناس وليس بين المسلمين وفقط. والأمر غير قاصر علي العدالة وفقط وإنما يشمل كل حقوق الإنسان الثابتة وذات الأهمية الكبيرة في الشريعة .
وبالطبع فإن حقوق الإنسان هي أحد المبادئ أيضا في القانون الدولي لحقوق الإنسان .
• ومثال آخر من الأمثلة الكثيرة والمتعددة على النقاط المشتركة بين كلا من الشريعة والقانون، مبدأ السلام فهو اساس ومبدأ ثابت بل وغاية في الشريعة الإسلامية أن يسود ويعم السلام بين الجميع، وايضا هو هكذا في القانون الدولي .
• وكذلك من المفاهيم المشتركة بين كلا من الشريعة والقانون الدولي مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
• وأيضا التعاون والتشارك بين الجميع، تحض عليه الشريعة والقانون الدولي….الخ من عشرات المفاهيم والمبادئ المشتركة.
الأمر الذي يمكن أن نستنتج منه أن المشترك أكثر من المختلف فيه، ومع ذلك فلا يمكن أن ننكر الفوارق والاختلاف في بعض النقاط في كل من النظامين ، ولتجاوز هذا الاختلاف التباين، فهناك عدة محاور يمكن أن نركز عليها منها:
• الاهتمام بفكرة التقارب، والتركيز على كلا من مبادئ النظامين والمشترك بين النظامين.
• العمل على دمج مبادئ النظامين في المؤسسات التعليمية والدبلوماسية المختلفة.
• العمل على فتح النقاشات والحوارات بين علماء القانون الدولي والشريعة الإسلامية ، للعمل على إقامة التعاون وتبادل الرؤى حول المشاكل الدولية المعاصرة.
مراجع للمقال:
جون لويس/ الشريعة الإسلامية في النظام الدولي
د/ وهبة الزحيلي/ الفقه الإسلامي وأدلته
د/ طارق الرفاعي/ مبادئ القانون الدولي العام
الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة