القاهرة (زمان التركية)- أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج السفير بدر عبد العاطي، أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة السودانية يجب أن يرتكز على رؤية سودانية خالصة بعيدة عن الإملاءات أو الضغوط الخارجية.
وأكد عبد العاطي، خلال حديثه في مؤتمر (معا لوقف الحرب في السودان) بالقاهرة ضم مجموعات سياسية ومدنية سودانية، السبت، أن الصراع الحالي هو في الأساس قضية سودانية تتطلب حلا سياسيا شاملا.
وأكد أن أي عملية سياسية مستقبلية يجب أن تشمل كل الأطراف الوطنية السودانية، وتحترم مبادئ سيادة السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وتحافظ على الدولة السودانية ومؤسساتها.
ودعا وزير الخارجية المصري إلى ضرورة الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية في السودان للحفاظ على مقدرات الشعب السوداني ومؤسسات الدولة.
وحث كافة المشاركين في المؤتمر على تغليب المصلحة الوطنية السودانية، مؤكداً دعم مصر الثابت لكل الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار والتقدم والرخاء في السودان.
وأشاد عبد العاطي بموقف دول جوار السودان التي رحبت بملايين المواطنين السودانيين وتقاسموا معهم مواردهم المحدودة رغم التحديات الاقتصادية الشديدة.
ودعا المجتمع الدولي أيضا إلى الوفاء بالالتزامات التي قطعها في مؤتمرات الإغاثة التي عقدت في جنيف عام 2023 وباريس عام 2024، لمعالجة العجز التمويلي الذي يواجه السودان، والذي يقدر بنحو 75% من إجمالي الاحتياجات.
الجهود المصرية في قضية السودان
واستعرض عبد العاطي الجهود الإنسانية المصرية منذ بداية الأزمة السودانية، مشيرا إلى أن مصر استقبلت مئات الآلاف من السودانيين، لينضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون في مصر منذ سنوات عديدة.
وأضاف أن الحكومة المصرية قدمت مساعدات إغاثية عاجلة شملت الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية للسودانيين المتضررين من الصراع داخل الأراضي السودانية.
ويشهد السودان حربا أهلية منذ أبريل/نيسان من العام الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ويعد مؤتمر اليوم أحدث حلقة في سلسلة الجهود التي تبذلها مصر لمعالجة الأزمة السودانية ووقف الحرب هناك، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وخاصة دول جوار السودان.
وفي يوليو 2023، استضافت مصر قمة دول جوار السودان لمناقشة مختلف جوانب الوضع في السودان والحلول الممكنة لإنهاء الأزمة.
وأدى الصراع في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى مقتل عشرات الآلاف، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد القتلى يصل إلى 150 ألف شخص ، وفقاً للمبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو.
ووفقا للأمم المتحدة، نزح أكثر من ثمانية ملايين سوداني.
وبحسب البيانات التي أصدرتها الحكومة المصرية، فقد عبر أكثر من 500 ألف سوداني إلى مصر منذ بداية الحرب.