القاهرة (زمان التركية) – الانتقال والتحرك تجربة مفيدة فى غالب الأحوال، لأن الإنسان لا يتعلم الا بالتجربة سواء كانت ايجابية ناجحة أو سلبية مخيبة للأمل أو للأهداف المتوقعة منها.
والتحرك لازم لكل منا -فى الداخل أو فى الخارج- لأن الإنسان يميل إلى الإيمان بما ترى عيناه أكثر من ميله إلى تصديق ما يتلى عليه أو يحكى له، وبمعنى آخر: إن تجارب الإنسان متفردة الطابع باختلاف صاحب التجربة، رغم الطابع الإنساني المشترك. وتجربة العمل من إحدى التجارب الكاشفة الهامة في حياة الإنسان، لأنها تتيح للمرء امتحان تصوّراته وتوقّعاته -بالنسبة إلى نفسه وبالنسبة إلى غيره من الناس ومن الأشياء- وتضع يد المرء على مناطق قوته وعلى مناطق الاحتياج إلى التطوير والتنمية، خاصة فى مراحل الشباب وبداية الحياة العملية . فليس المهم هو الحصول على المال بأي شكل طبعًا، ولا يمكن أن يكون هذا هدفا سليما لعاقل سوى -لأن المال وحده لا يكفي- إنما المال المطلوب هو المال المقترن بفهم وجهد منظم واع المصحوب بنجاح بسيط أو كبير والذي يؤهل الفرد لحياة أحسن وآمن نفسيا ومهنيا وأمنيًّا واجتماعيا فى اليوم التالي..
ولذلك، على المرء أن يختار موضع استثمار تجربته ومحاولته في العمل وفي التعلم وفي السعي إلى التطور والتقدم المهني المنشود ولا يقبل بما يطرح عليه كأنه الطرح الوحيد. وفي ضوء ما تقدم، ينبغي على المرء أن يعلم جيدا -وهو يختار مكان عمله- أن كل مكان لا يضيف إليه جديدًا حميدًا حسنًا من كلّ شيءٍ تقريبا هو ليس بالمكان الأفضل له ولو منحه مالا.. وعلى الباحث أن يواصل بحثه ويواصل اجتهاده المخلص الواعي في اتجاه أو في اتجاهات أخرى حتى يعثر على الموقع المنشود أو على موقع قريب منه في المستوى وفي العطاء. فببساطة، السير في طريق وعرٍ غير مناسب مظلم ليس خيارًا موفّقًا ولو جلب مالًا، لأن نهاية ذلك الطريق قد لا يتوقع لها لونٌ مختلفٌ عما تعكسه صورته الأولى.
وتركيا من البلاد المتقدمة التي قد تتميز بكثير من صفات موقع العمل المميز لباحث عن فرصة مغايرة في الحياة ويرغب في العمل في الخارج والتعلم والتطور الشخصي والمهني وتحقيق قدر من النجاح على مختلف المستويات. فتركيا ليست فقط بلدا أوروبيا أسيويا متقدمًا، ولكنها بلد محافظ عريق أيضًا وتربطنا به صلات تاريخية. ومن يتجه الى الخارج – سواء كان فى مقتبل حياته أو كان متقدما في العمر – فى مرحلة ما من حياته ، يفعل ذلك ليعود إلى بلده مصر أفضل وأقوى وأحسن حالا وليس مجرد رجل أو سيدة تحمل بعضا من المال ومزيدا من الأشياء.
لذلك، فعلى من يختار الخروج من مصر بحثا عن فرصة مختلفة أن يتفكر وأن يتدبر بشأن مقصده ووجهته التي يبتغيها والتي قد تحسن إليه كما أحسن إليها باهتمامه وجهده وسنوات عمره .