بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية)- كثير من الدم ومن القتلى ومن الجرحى ومن المشردين ومن الدمار، ثم عود على بدء: واحدة أو اثنتان؟ لا أحد يعلم ولا أحد يعتقد في قبول المعتدى الآثم بأي من الخيارين.
فهل في هذا جديد؟ لا جديد ايجابي، ولكن هناك جديد سلبي وسيء، فالحياة لا تقف في أية نقطة على مسارها الصاعد الى الأبد أبدًا ولو للحظة واحدة، فإما تتقدم وإما تتقهقر إلى الخلف.
لا توجد لحظة تعادل أو لحظة صمت بلا معنى أو بلا ترجمة أو بلا حساب أو بلا تكلفة، فماذا دفع وماذا تحقق وماذا سيدفع وماذا سيتحقق؟
البطولة على المائدة العارية سوى من الوعود البالية والكلمات الممزوجة الطويلة المكتسية بالدماء والخراب والخسارة والحقد حتى آخر نفس، لا يعلو صوت على صوت العنف وصوت الموت، والباقي لا يهم .
الأسوأ، أن البعض أصبح وهو لا يرى العدو في شخص أو أشخاص بل في شعب، وهي رؤية قد لا يؤيدها آخرون لأنها تبدو وليدة أجواء الغضب والخسارة والتعاسة والإحباط. والواقع أن هناك واجبًا منزليًّا قديمًا بعيد القدم وما زال يتعين على البعض أداؤه، لتسير الأمور في مسارها الذي قد يحقق له الأهداف المرجوة أو بعضا منها. فهما كان القطار قويًّا لا يستطيع إلا السير على قضبانه، أما سيره في الرمال فلا يدوم طويلًا قبل أن ينقلب القطار على رأس من فيه في كل مرة من مرات المغامرات المميتة.
فكل محاولة لتحدى الجميع وتحدى الحسابات وتحدى كل شيء في آن واحد ليس بالطبع إلا مغامرة خاسرة وعبثا لا حسن فيه الا ربما لأصحابه ولمن كانوا وراء أصحابه بالدعم والتشجيع.
إن الخسائر هذه المرة ليست عادية، بل هي خسائر متطورة المستوى والنوعية وبالتالي طويلة الأمد، حتى لربما سقطت أحاجى البطولات والزعامات الغريبة. وفي كل الأحوال، لم يعد في الرصيد كثير مما يمكن المقامرة به مجددًا وإلى أجل غير معلوم. فإذا لم يحدث تغير حقيقي قد يشهد المستقبل مفاجآت كثيرة .