بقلم: محمد علي نور الدين
القاهرة (زمان التركية)ــ نعيش الآن أفضل الأيام وأجلها قدرا ومنزله عند الله سبحانه وتعالى، وخروجا من ضيق التنفس الى مرحله التفكر والتدبر.
فمنذ أيام مرت علينا ذكرى الإسراء والمعراج وما حدث للنبى المصطفى صلى الله عليه وسلم من صعود للسماوات السبع تخفيفا له عما فعلته قريش وزعماءها، وقد رأى النبى صلى الله عليه وسلم ما جعله يخرج من الضيق إلى السعادة الربانيه ومن دلالة ذلك ما رواه الشيخين البخارى ومسلم – وزيادة بـ”مسند” البزار – أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ، فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَووقعت حادثة الإسراء والمعراج في السنة العاشرة من بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها- وعمّه أبي طالب، حيث كانا أعزّ نصيرين ومعينين للنبي من الناس، فكان عمّه يمنع عنه مكائد قريش، ويدافع عنه أمامهم، وكانت زوجته خديجة تشدّ أزره وتقدّم له كلّ دعمٍ ماديٍّ ومعنويٍّ فحزن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على وفاتهما حزناً شديداً حتى سميّ ذلك العام بعام الحزن؛ لشدّة ما بدا على النبي -عليه الصلاة والسلام- من حزن لوفاتهما.
ثم مرورا بليله النصف من شعبان وتحويل القبله الذى كان وما زال وسيزال من أهم الأحداث والمعجزات، فتحويل القبلة دلالة على خيرية الأمة ووسطيتها ومن دلالات حدث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة أن الله تعالى ميز هذه الأمة بأن جعلها خير الأمم، كما جعلها أمة العدل والخيار والوسطية، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).
وتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام جاء لتقر عين الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقلبه معلق بمكة، يمتلئ شوقًا وحنينا إليها، إذ هي أحب البلاد إليه، وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة، التي شرفت بمقامه الشريف، فخرج من بين ظهرورهم ووقف على مشارف مكة المكرمة، قائلا: «وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ، ثم يأتى أهم الاحداث والتجليات والتقرب من الله عز وجل، أالا وهو شهر رمضان المبارك بتجلياته وروحانياته وبركاته وخيراته، ففيه القيام والصيام وخروج النفس من ظلمات المعاصى والاثام الى نور اليقين والايمان، ومن هنا نجد أن الأحداث تغير من الوجدان فيتلامس الفرد تجليات الأزمان والأوقات ويدرك أنه لابد من وقفه للنفس.