- حوار أجراه/ محمد أبو سبحة
القاهرة (زمان التركية)- أكد السفير ميكولا ناهورني سفير أوكرانيا بالقاهرة أن بلاده حققت تفوقا في مجال الإنتاج العسكري بفضل دعم الحلفاء، وذكر السفير ناهورني في الذكرى الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا، أن كييف باتت قادرة على حماية الصناعات العسكرية النشطة حاليا في بلاده، من مخاطر الهجمات الروسية، مشيرًا إلى أن الحرب في غزة حولت الانتباه العالمي عن الحرب في أوكرانيا.
مركز الغاز الروسي في تركيا
وحول سبب تفضيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنشاء مركز للغاز الروسي في تركيا، يقول السفير ميكولا ناهورني، سفير أوكرانيا في مصر، في تصريح خاص لجريدة (زمان التركية)، إن روسيا تعرضت لخسارة استراتيجية، بالخروج من الأسواق التي كانت تحاول دخولها منذ عهد الاتحاد السوفيتي، ذلك لأن أوروبا كانت السوق الرئيسي للنفط والغاز الروسي، وفي الوقت الحالي نتيجة للعقوبات على روسيا، باتت نسبة الغاز والمحروقات الروسية في السوق الأوروبية تقترب من الصفر.
ويلفت سفير أوكرانيا في مصر النظر إلى أنه، بالإضافة إلى ذلك لم تنجح روسيا في الوصول إلى أسواق جديدة، و”كما تعلمون روسيا حاولت مد أنابيب الغاز إلى الصين ولكن حسب المعلومات الأخيرة، الصين تفضل بناء خطوط الأنابيب مع جمهوريات آسيا الوسطى مثل تركستان وأوزباكستان”.
يشار إلى أن تركيا لا تشارك في فرض عقوبات على روسيا، رغم رفضها الحرب الروسية على أوكرانيا، وعدم اعترافها بالأراضي التي ضمتها روسيا، وباعتبارها ملاذا آمنا، نقل العديد من رجال الأعمال الروس استثماراتهم وأرصدتهم إلى تركيا.
مصنع المسيرات التركية في أوكرانيا
وبشأن القدرة على حماية مصنع بيرقدار للطائرات التركية المسيرة المزمع إنشائه في أوكرانيا من الهجمات الروسية المحتملة، يقول السفير ميكولا ناهورني: بلا شك روسيا تستهدف المصانع والمنشآت العسكرية الأوكرانية، لكن مؤخرًا تم تزويد أوكرانيا بمنظومات الدفاع الجوي المتقدمة القادرة على إسقاط حتى أحدث الصواريخ الروسية مثل ( كينجال وسارمات) التي كانت تزعم روسيا أنها صواريخ لا يمكن إسقاطها.
ويضيف سفير أوكرانيا: بلا شك أوكرانيا تحتاج إلى مزيد من منظومات الدفاع الجوي لتأمين العديد من الأهداف والمراكز الصناعية العسكرية، ولكن أعتقد أنه بالإضافة إلى منظومة الدفاع الجوي فإن تزويد أوكرانيا بمنظومات F-16 سيساعد في حماية الأجواء الأوكرانية وتأمين النشاط الصناعي العسكري الأوكراني.
وكان البرلماني الروسي ديميتري بليك قال إن موسكو لا تمانع الشراكة التركية مع أوكرانيا بهدف تحقيق أرباح، لكن مصنع بيرقدار لن يكون بعيدا عن مرمى النيران الروسية طالما أنه ينتج معدات عسكرية، من جهة أخرى قال خلوق بيرقدار، المدير التنفيذي لشركة بيرقدار، إنه “لا يمكن لشيء إيقاف إنشاء المصنع”.
ويوضح السفير ميكولا ناهورني أن أوكرانيا: تولي أهمية خاصة لتأسيس المصانع الجديدة لإنتاج الأسلحة، مع تركيا وغيرها من الدول مثل ألمانيا ودول اسكندنافيا لتأسيس الإنتاج العسكري في أوكرانيا، ويقول: لدينا إنجازات في هذا المجال، وتقدمت أوكرانيا كثيرا في إنتاج الطائرات المسيرة وإنتاج الصواريخ من مختلف الأنواع بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، والآن المسيرات الأوكرانية تصل موسكو ومدن أقصى شمال روسيا، وخلال الأسبوع الأخير نجحت الصواريخ الأوكرانية في إسقاط خمسة مقاتلات روسية، وكل ذلك دليل على أن الإنتاج العسكري الأوكراني يتطور ولدينا إنجازات في هذا المجال.
تأثير حرب غزة على أوكرانيا
حول مدى تأثر الحرب في أوكرانيا بالحرب الإسرائيلية على غزة، يقول السفير ميكولا ناهورني، إن أوكرانيا تدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ويضيف: من وجهة نظري الشخصية، حرب غزة لا تفيد الشعب الفلسطييني ولا تفيد الشعب الإسرائيلي، ونحن ندرك أن هناك عوامل خارجية أثرت وشجعت على نشوب هذه الحرب، وأقصد قبل كل شيء الطرف الروسي، وهناك أدلة على تحويل مبالغ مالية ضخمة من روسيا إلى منظمات فلسطينية قبل يومين من 7 أكتوبر، بقيمة 97 مليون دولار أمريكي عن طريق البورصة الروسية المشفرة.
ويؤكد سفير أوكرانيا في مصر في تصريحاته لجريدة زمان التركية، أن هناك تأثيرًا لحرب غزة على أوكرانيا، ويقول: لا شك أن حرب غزة أثرت على الاهتمام الدولي بالحرب في أوكرانيا، وحاليا على سبيل المثال، أصبحت التغطية الإعلامية العربية تركز على حرب غزة -بدلا من أوكرانيا-، كما أن هذه الحرب أثرت على قررات تزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر من الدول الغربية والولايات المتحدة، وكذلك تأثر الدعم المالي الغربي لأوكرانيا بحرب غزة، حيث بلاشك سيتم توجيه ميزانية كبيرة بمليارات الدولارات في المستقبل لصالح إعادة إعمار غزة بعد الحرب، في الوقت الذي تحتاج في أوكرانيا كذلك لمبالغ طائلة لإعادة الإعمار ودعم الاقتصاد.