بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية)ـ القرار اختيار ومسؤولية من يقرر ومن يختار القرار الشخصي وغير الشخصي – من كافة النواحي وليس من ناحية دون الأخرى – في كل الأحوال.
والتأقيت هو بعد أساسي عظيم في القرارات المختلفة، وخاصة ما كان منها ذات أثر واسع المجال وله مقدرة على تغيير حياة مجموعات عظيمة من الناس أو ينهى حياة أناس أو يغير حياة شعب ما أو بلد ما إلى الأفضل أو إلى الأسواء.
فردود الفعل المتوقعة على الأفعال محسوبة وينبغي أن تكون كلها محسوبة ومتوقعة إلى أقصى مدى ممكن -وفقًا لمعطيات الواقع المتاحة- لتفادى ردود الفعل السلبية أو محاولة تفاديها، أو على الأقل التفكير في حلول مناسبة لكل أو بعض تلك الردود السلبية المتوقعة بحسب خطورتها وتداعياتها.
ولكن رجل الشارع وغير المختصين قد يفوتهم إدراك ما تقدم كله أو بعضه وتسبقهم وتغلبهم مشاعرهم دون تمهل.
فالكل تأثر بالأحداث الرهيبة التي تعتصر الشعب الشقيق حصارًا وقتلًا وفتكًا وهدمًا وتعذيبًا وراح يتساءل ويستغرب ويلوم الجميع هنا وهناك.
والحقيقة هي أنه : بينما الجميع تقريبًا -ممن قد ينتظر منهم المساعدة الكبرى والنصرة- يقبع في زاوية مظلمة ضيقة من فرص التحرك والاستجابة ربما بسبب وعلى مسؤولية من أخذ قراره بمواجهة دامية خطيرة في توقيت ربما كان من الأنسب أن يوصف بالتوقيت الغريب.
فالتوقيت الدامي للمواجهة الدامية الخطيرة كاسحة النتائج كان من المفروض أن يخدم من قرر المواجهة ويخدم شعبه وبلده ويحد من الخسائر البشرية والمادية ويحقق أهدافهم المختلفة ويسهم في اكتساب مزيد من التعاطف ومن التأييد للقضية، فهل تم هذا؟ هل كان توقيت قرار المواجهة الدامية صائبًا ناجعًا، أم كان توقيتًا غريبًا وخدم العدو كما لم يكن العدو ليتمنى الآن وفي وجود قيادة متطرفة ودامية -مثلما تبين الأحداث الآن- على رأسه؟ البعض يتساءل .