بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية)_ ربما تعب البعض أو مل من مختلف أخبار الحرب والكر والفر والانفجارات والخسائر التي يشهدها العالم على المستوى الدولي، ولكن الحقيقة أن الملل لا يقرر شيئًا ولا ينفع أحدًا في شيء، بل الواقع أن ما تفضه الأيام من تفاصيل بشأن كل صراع من الصراعات الدائرة حاليا ومنذ فترة أو المستجدة على مائدة الصراع قد تبين أن احتمالات انتهاء هذا الصراع أو ذاك قريبًا، سواء بشكل نهائي أو حتى مؤقت هي احتمالات غير واردة الآن.
فهذه الصراعات المشهودة ذات تاريخ طويلة متعرج المسار ممتلئ الجوانب بالأحداث والتجارب الأليمة والمخاوف والشكوك. حتى النهايات قد تحمل نفس الكلمة، ولكنها نهايات قد تختلف كثيرًا عن الصور التي نعرفها في هذه أو في تلك المنطقة، بحيث قد نصبح يومًا لنرى صورًا جديدة ربما لم نتخيلها من قبل.
فهناك تصورات جديدة تحت وطأة الواقع وثقله ومتطلباته والرغبة في الفرار من التكرار ومن مواجهة ذات المواقف العصيبة كل حين. بمعنى آخر، إن النهايات التي نتمناها أو قد يتمناها كثيرون للصراعات هذه المرة قد تأخذ شكل التحولات من شكل إلى شكل ومن حال الى حال، لأن الصراعات ويومياتها تنحت طرقًا جديدة للحياة ما بعد الصراع.
الدمار والخسائر يستمران في التقدم وكذلك الفوز والألم والمفاجآت الكبيرة على كل المستويات: الإنسانية والسياسية والاقتصادية، فهذه الصراعات كلها تقريبًا تدور حول الموارد وتدور حول المصالح وهذان عاملان يتعلقان بالوجود، وبالسؤدد وبالخنوع والسطوع.
وبعض الأبطال يتحولون مع الهزيمة ومع سقوط الأحلام والوعود الكبيرة الجميلة إلى دمى متجمدة الفكر والأعضاء وتعوق الحركة الى الأمام وزوالها يستحيل ضغطًا وحاجة ملحة، طمعًا في أمل حقيقي جديد. إن الحياة لا تنبض حيث تنبض إلا بالحق، وما خلا ذلك من حركات ومناورات بائسة من أجل ترميم التشققات المتزايدة في الوجه المعروق د فليست سوى تكلفة زائدة تضاف إلى فواتير الانفاق الكبيرة.