أنقرة (زمان التركية) – يتواصل الجدل بالساحة السياسية التركية حول تصريحات أردوغان الأخيرة التي أعرب خلالها عن تأييده لإلغاء قاعدة 50+1 الانتخابية التي تشترط حصول المرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات للفوز بالانتخابات الرئاسية.
وكان رئيس حزب الحركة القومية وحليف أردوغان السياسي، دولت بهشالي، قد أشار إلى رفضه لإلغاء ذلك الشرط خلال كلمته أمام كتلة الحزب البرلمانية بالأمس قائلًا: “انتخاب الرئيس بقاعدة 50+1 هو شكل للديمقراطية التعددية التي تشكل نموذجًا للعالم. نحن لا ننتخب نائبًا برلمانيًّا أو رئيس بلدية أو رئيس حي بل ننتخب رئيس جمهورية سيمثل سائر الجمهور”.
وخلال مشاركته في برنامج تلفزيوني تطرق رئيس حزب الوطن، دوغو برينجك، إلى تصريحات أردوغان مفيدا أن إلغاء قاعدة 50+1 الانتخابية ستدفع تركيا إلى نظام ديكتاتوري.
وأضاف برينجك أن النظام الرئاسي الحالي أو نظام رئاسي نوعي وتم بموجب هذا منح الرئيس صلاحيات مهمة ليصبح رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية في آن واحد قائلًا: “في جميع الأنظمة الرئاسية قاعدة 50+1 هي قانون غير قابل للتغيير بالقانون الدستوري، لأننا نمنح الرئيس صلاحيات استثنائية لا يمكن استخدامها نظير 20 أو 25 في المئة من الأصوات”.
وأكد برينجاك أن 50+1 تشكل الغالبية المطلقة من الشعب قائلا: “لذا يتم بموجبها إصدار مراسيم وتعيين سفراء وفسخ اتفاقيات دولية وتشكيل حكومة بدون الحاجة لثقة البرلمان. لهذا سيتحول الوضع إلى نظام مافيا حال إلغاء تلك القاعدة”.
وفي السياق نفسه استنكرت رئيسة حزب الجيد، ميرال أكشنار، إدراك أردوغان لتشكيل هذه القاعدة عقبة بعد مرور سنوات على إقرارها رغم الاعتراضات التي تقدمت بها آنذاك قائلة: “يريدون اليوم تغيير نظام 50+1 الذي دافعوا عليه بشدة بالأمس ورفضوا اعتراضاتنا عليه بشتى الافتراءات والإهانات. بل أن أردوغان هو من أعلن هذا. سبق وأن ذكرنا في عام 2017 أن النظام الرئاسي الحزبي الذي أقررتموه على عجالة سيكون بلاء على تركيا. وأوضحنا أن ذلك النظام سيفاقم الأجواء الاستقطابية الموجودة بالفعل وهو ما دفعنا لرفضه”.
وأوضحت أكشنار أن حزب العدالة والتنمية بدء مسيرته السياسية لمواجهة الائتلافات التي عانت تركيا كثيرًا منها غير أنه في نهاية المطاف حكم على السياسة التركية بالتحالفات.
من جانبه انتقد رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، موقف أردوغان بشأن قاعدة 50+1 الانتخابية خلال كلمته باجتماع كتلة الحزب بالبرلمان.
وزعم داود أوغلو أن تصريحات أردوغان بهذا الصدد تعكس اعترافا ضمنيا بتعرضه للخداع قائلا: “يبدو أن البعض خدعوا أردوغان في قضية 50+1 مثلما سبق وأن أعلن تعرضه للخداع في حركة الخدمة. رجل الدول لا يمكن خداعه بل إنه يتمتع بالبصيرة فيتوقع المشكلات المحتملة ويتابع السياسة بجدية ورصانة. هل خُدع أردوغان من كبير مستشاريه الذي أعلن في تصريحاته قبل عدة سنوات أن تغيير هذه القاعدة بمثابة خيانة للوطن؟ في الواقع أردوغان هو من يخدع نفسه، فغروره يخدعه. والتنظيمات المحيطة به التي تعرف نقطة ضعفه هذه تتغلل إلى أجهزة الدول من خلال شغفه بالسلطة”.
وأضاف داود أوغلو أن تصريحات بهجالي حول الأمر منطقية قائلا: “لنقل إنكم قمتم بتخفيض النسبة وتنافس 6 مرشحين وفاز مرشح بالرئاسة بنسبة 25 في المئة. لا يمكن لشخص لم يصوت له 75 في المئة أن يصبح رئيس. بهجالي ذكر أن قاعدة 50+1 هي شرعية ديمقراطية وهو محق بهذا الأمر. يدافع بالمنطق نفسه الذي دافع به على النظام الرئاسي. نحن لا ندافع عنه، لكن الحزب الحاكم أقرّ قاعدة 50+1 لأجل الشرعية الديمقراطية ولم يتوقف عن مدحها. أكان ذلك تصرّفٌ لحظي؟”