أنقرة (زمان التركية)- يعتقد المستثمرون الدوليون، الذين عقدوا اجتماعات خاصة مع وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك في لندن، أن جهود تركيا لجذب الاستثمارات الأجنبية تتقدم ببطء.
ويتضمن تقرير بنك أوف أمريكا، الذي يلخص آراء المستثمرين الذين شاركوا في المحادثات، ردود فعل من 23 مستثمرا، بما في ذلك مدير أصول عالمي يدير 4 تريليون دولار، وصناديق تحوط مقرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وصندوق ثروة آسيوي بقيمة 700 مليار دولار.
التعليقات الواردة في الوثيقة المكونة من ثماني صفحات والتي نقلتها بلومبرج، على الرغم من أنها تحمل علامة “سرية”، تتعلق بالاجتماعات التي عقدت مع الوزير شيمشيك يومي 4 و5 أكتوبر.
ومنذ توليه منصبه في يونيو/حزيران، قام شيمشك بزيارة المستثمرين في جميع أنحاء العالم ومحاولة إقناعهم بالاستثمار في تركيا، حيث تخلى المستثمرون الأجانب إلى حد كبير عن تركيا، التي كانت ذات يوم محبوبة الأسواق الناشئة، بسبب سياساتها الاقتصادية غير التقليدية التي تسببت في انهيار الليرة وخروج التضخم عن نطاق السيطرة.
وفي حين ذكر معظم المستثمرين المذكورين في التقرير أنهم يقدرون انفتاح شيمشك وشفافيته، إلا أن قلة قليلة منهم قالوا إنهم سيستثمرون، وأشار المستثمرون إلى حجم التحديات التي يواجهها الاقتصاد التركي، والمخاوف المستمرة بشأن التغييرات السياسية، والشكوك حول ما إذا كان شيمشك وفريقه سيكون لديهم السلطة للقيام بالعمل الشاق المطلوب.
وبينما يصف التقرير وجهات نظر شركة بريطانية تدير ما يقرب من 500 مليار دولار من الأموال، يقول التقرير: “لقد شجعني التغيير في اتجاه السياسة، ولكن حجم التحدي الذي ينتظرنا لا يزال ضخمًا”، وذكر صندوق التحوط الأمريكي أن “احتمال عكس السياسة” هو أكبر مصدر للقلق.
وكانت أسعار الفائدة الحقيقية السلبية أكبر مصدر قلق لمدير بريطاني يدير أكثر من 50 مليار دولار من الأموال، بينما أعرب مستثمر آخر عن مخاوفه بشأن التضخم واحتياطيات النقد الأجنبي.
وقال مدير الصندوق البالغ قيمته 50 مليار دولار: “المشاكل الهيكلية مستمرة في تركيا، وقال إن “التغلب على هذه المشاكل سيستغرق وقتا ولن يكون سهلا”، وذكر صندوق التحوط الأمريكي أنه يتوقع أن تستمر الليرة التركية في الضعف، على الرغم من زيادة الاحتياطيات وتقدير صدق الوزير وشفافيته.
وفي تقرير لبنك أوف أمريكا، ذكر أحد مديري صناديق التحوط أنه من السابق لأوانه إعادة الاستثمار في تركيا، وقال: “الوزير دائمًا يقول الأشياء الصحيحة وعلاقته مع المستثمرين ممتازة، ولكن من الآن وحتى الانتخابات المحلية، التصحيح قد تتباطأ/تتوقف العملية.” .
يعكس هذا التعليق المخاوف التي أعرب عنها العديد من المستثمرين الآخرين بشأن الانتخابات المحلية في مارس وما إذا كان تغيير السياسة سيستمر.
وأشارت شركة أمريكية تمتلك أصولًا تزيد عن 2 تريليون دولار إلى “إجراءات شعبوية” محتملة قبل الانتخابات كسبب لبقاءها ضعيفة خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة. وقال صندوق تحوط أمريكي آخر إنه يحتاج إلى التأكد من أن السياسات التقليدية “دائمة” قبل الاستثمار.