هيثم السحماوي
(زمان التركية)- استكمالًا لعرض نماذج لبعض قضايا الابتزاز الإلكتروني على حضراتكم، وحيث في المقال السابق مباشرة كنت قد عرضت تفاصيل القضية الأولى، أستكمل الحديث بعرض قضيتين آخريين كان لهما بالغ الأثر في نفوس الضحايا وذويهم من ناحية ومن ناحية أخرى قد اهتز لهما الشارع المصري، خاصة في القضية الثانية التي انتحرت الضحية رحمها الله وإلى حضراتكم تفاصيل القضيتين.
القضية الثانية:
وهي القضية رقم 675 لعام 2022 جنايات قسم ثاني المنصورة ،ى المقيدة برقم 23 لعام 2022 كلي جنوب المنصورة.
الجاني فتاة اسمها علياء من محافظة الدقهلية، قامت بابتزاز مجموعة من المواطنين برسائل وصور خادشة من أجل الحصول على الأموال مقابل نشر الصور.
حيث كان قد ورد عددًا من البلاغات إلى قسم أول وقسم ثاني المنصورة ومباحث الإنترنت، تفيد هذه البلاغات بوجود فتاة تبتذهم وتهددهم بصور وفيديوهات مُركبة لهم في أوضاع مخلة، طالبة مبالغ مالية وإلا ستقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وإرسالها إلى أقاربهم، وصل البعض فيها بالتهديد من قبل هذه الفتاة بالقتل لرجل وشقيقة إذا لم يقوما بتنفيذ ما تريد.
ومن تحريات المباحث تبين أنها فتاة عمرها 36 سنة، مقيمة بدائرة قسم ثان المنصورة، حاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وأنها تختار ضحاياها من المواطنين أصحاب المناصب الرفيعة.
وهي لم تكن ترتكب جرمها هذا ضد نوع معين من المواطنين ولكن جرائمها وتهديداتها امتدت لتشمل ضحايا من الرجال والنساء والأطفال.
وقد أكدت تحريات الأمن والتي منها تحريات التي أجرتها مباحث الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات بمنطقة شرق الدلتا على صحة قيام المتهمة بارتكاب الواقعة عن طريق استخدام حساب على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
قدمتها السلطات الأمنية للنيابة العامة للتحقيق، وقد أحالتها النيابة العامة بعد التحقيق معها للمحاكمة أمام محكمة جنايات المنصورة.
وقد شهدت محكمة جنايات المنصورة حضور لعدد كبير من المواطنين ممن ابتزتهم هذه الفتاة وطالبوا بتوقيع أقصى العقوبة عليها.
وقد أحالت المحكمة المتهمة لمستشفى الأمراض العقلية لمدة 45 يومًا للتأكد من مدى سلامة قواها العقلية والنفسية وتقرر تأجيل الجلسة الماضية حتى ورود التقرير.
القضية الثالثة:
“ماما أرجو أنك تفهميني، دي صور متركبة.. والله العظيم وقسمًا بالله دي ما أنا.. أنا يا ماما مش البنت دي… أنا يا ماما جالي اكتئاب بجد… أنا مش قادرة أنا بتخنق أنا تعبت…”
بهذه الرسالة الموجعة والكلمات التي تنقل جزء من الحالة التي وصلت إليها صاحبتها، أنهت حياتها ضحية الابتزاز الإلكتروني الأستاذة بسنت خالد (رحمها الله) الطالبة في السابعة عشر من عمرها من محافظة الغربية، بعد أن قام ثلاثة شباب بابتزازها إلكترونيًّا، بصور مفبركة خادشة للحياء، ولم تتحمل الصدمة التي أصابتها جراء فعل المجرمين هذا والمواجهة مع الأهل والمجتمع، وتحت الظروف النفسية المدمرة التي كانت تعاني منها انتحرت عن طريق تناول حبوب غلال سامة.
وبعد إجراء التحريات اللازمة من السلطات الأمنية المختصة تمت الإحالة للنيابة لإجراء التحقيقات في القضية، والتي تبين انتهت من خلال تحقيقاتها إلى اتهام خمسة متهمين في القضية تم إحالتهم لمحكمة الجنايات، ونسخ صور من التحقيقات ضد متهمين آخرين دون السابعة.
وقد قضت محكمة جنايات طنطا بمعاقبة ثلاثة من المتهمين بالسجن خمسة عشر عامًا والإثنين الآخرين بالسجن خمس سنوات.
وفي هذه القضية وجهت النيابة العامة رسالة أكثر من هامة إلى أولياء الأمور، لو يضعها السادة أولياء الأمور نُصب أعينهم لتغير في الأمور الكثير.
“مطالبة إلى أولياء الأمور إلى الرفق بأبنائهم والإنصات إليهم، ومشاركتهم همومهم وما يُخطئون في اقترافه بمغفرة واحتواء دون أن يتركوهم نهبًا لعُزلةً ووحدةً تفضيان بهم إلى عواقب وخيمة…”
يسعدني التواصل وإبداء الرأي [email protected]