هيثم السحماوي
(زمان التركية)- لا شك أن جريمة الابتزاز التي تتم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة من المساوئ التي خلفها هذا التقدم التقني والتكنولوجي في هذا المجال، حيث سهلت على مجموعة من البشر سهولة ارتكاب جرائمهم سواء بابتزاز الغير أو غير ذلك من الجرائم الأخرى المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.
ويشبه لنا العالم أينشتاين الفوضوية التي صاحبت التقدم التقني والتكنولوجي، تشبيهًا دالًّا ومعبرًا عن الأثار السلبية التي خلفتها هذه التقنية فيقول (إن سلاح التقدم التقني يبدو مثل فأس وضعناه في يد مُختل أو مريض).
ولمن أراد اتخاذ إجراءات الحيطة وتوخي الحذر حماية لنفسه وعائلته من الوقوع في براثن جريمة الإبتزاز ينصح خبراء التقدم التكنولوجي والمعلوماتي بضرورة إتباع وسائل الحماية والسلامة الآتية:
هناك طريقة يعتمد عليها المجرمون في اختراق الصفحات الشخصية والوصول إلى البيانات والصور والفيديوهات الخاصة عند مشاهدة فيديو معين أو معلومات ويتم طلب إدخال الرقم السري من خلال الرابط الموجود والتي تصاحبها عبارت مثل ليصلك كل جديد أو كي تعرف تفاصيل القصة…الخ، والتي بمجرد إدخال الرقم السري تظهر الحسابات الشخصية على مواقع التواصل وغيرها لدى المجرم في حالة ما إذا كان الرقم السري واحدا لكل حساب. وهنا تأتي أهمية وضع رقم سري مختلف لكل حساب وبرنامج تقني يتم استخدامه .
وبالنسبة للبرامج الأشهر في عمليات الابتزاز مثل الفيسبوك والواتس آب والانستجرام وغيرها من المواقع الأخرى فينصح الخبراء بضرورة توخي الحذر في التعامل مع هذه المنصات وعدم نشر صور من الحياة الشخصية الخاصة بالشخص، وأيضًا عدم تبادل رسائل تتضمن كلامًا وفيدوهات وصور خاصة مع شخص آخر لأن لو كان الشخص ذو ثقة مائة بالمائة فإن البرنامج الذي يتم من خلاله المحادثة ليس كذلك، ولعلنا سمعنا عن مواد للإبتزاز من صور أو فيديوهات أتي بها أصحابها بهذه الطريقة، زوجة تراسل زوجها وهي لا تعلم أن حسابها مخترق مثلًا وفجأة تتفاجئ أن الشيئ الخاص الذي أرسلته يومًا في محادثة من المحادثات وقع في يد مجرم من مجرمين الابتزاز ويهددها به… الخ .
يقول الدكتور محمد الجندي خبير أمن المعلومات وصاحب برنامج تيك توك على قناة القاهرة والناس (إن كل رجل أو أمراة عليه أن ينتبه ما الذي يضعه على الإنترنت، وعلى تليفوناته قبل فوات الأوان، لأن العالم الذي نعيشه والقادم يتطور أكثر وهو مرعب إلي أقصي درجة.. وأن الشئ الذي يتم تسريبه على الإنترنت ليس سهلا أن يتم حذفه ولو حُذف من مكان سهل أن يُنشر على موقع آخر، فهكذا هي طبيعة الإنترنت)
ويضيف الدكتور محمد أنه حتى بالنسبة للصور والفيديوهات العادية، التي يتبادلها الشخص مع أصدقائه في حفلات أو مناسبات عادية، تعتبر مصدر مهم للغاية لتتعلم خوارزميات الذكاء الاصطناعي ملامح الشخص وأدق تفاصيله والمتضمنه الأصوات كذلك، لتسهل بعد ذلك من عملية اختلاق وعمل فيديو للشخص يبلغ من الدقة والاحترافية إلى الحد الذي يجعل الشخص نفسه صاحب الفيديو يشك في نفسه.
ويقول المهندس عادل عبد المنعم خبير أمن المعلومات أن من الطرق التي تستخدم لإختراق الموبايل الشخصي الآتي:
1- يمكن أن يتم ذلك من خلال المواقع المشبوهة مثل المواقع الجنسية وغيرها، والتطبيقات الغير آمنة، والتي بمجرد الدخول عليها في أغلب الأحوال يتم الوصول للتليفون الشخصي من خلالها
2- ويمكن أن يكون كذلك من خلال برامج الاختراق التي تشمل برامج اختراق الباسورد للإنترنت وغيرها. 3- وكذلك من خلال الفيروسات المختلفة.
وعن سُبل تجنب مخاطر التقنيات الحديثة يقول اللواء علي أباظة مدير مباحث الإنترنت السابق بوزارة الداخلية المصرية (يجب عدم فتح الإنترنت طوال الوقت على جهاز الموبايل. وكذلك يجب أن يكون الموبايل الشخصي له باسورد صعب، منعًا لأخذ البيانات الخاصة من قبل أي أحد ونقلها على جهازه ومن خلالها يتم مراقبة الشخص مثل برنامج المزامنة التي يتم على رسائل الواتس آب فبمجرد أن يتم فعله جميع الرسائل الواردة للشخص تأتي في نفس الوقت على موبايل الشخص الآخر الذي قام بعمل المزامنة للرسائل مع جهازك. كذلك في حالة استخدام راوتر لاستخدام الإنترنت في المنزل فيجب أن يتم ذلك بإستخدام باسورد شخصي (صعب ويتم تغيره باستمرار) خاص بالأسرة واحدها ولا يتعداها، حيث أنه في جرائم الإنترنت أولى الخطوات عملية البحث للوصول إلى المجرم يتم تتبع عنوان الجهاز الذي تم من خلاله ارتكاب الواقعة ما يسمى بـ ( IP ADRESS) وفي هذه الحالة الرقم الذي يظهر لدى المباحث يكون صاحبه هو المتهم بارتكاب الواقعة، ويعُد هذا دليل رقمي على صاحبه إثبات العكس.
ويضيف سيادة اللواء كذلك ينبغي قبل تنزيل أي برنامج من علي (APP STORE) وكذلك يتم التأكد من أن هذا البرنامج هو الأصلي وليس برنامج آخر يحمل الاسم فقط ولكنه عبارة عن برنامج اختراق للبيانات الشخصية لمن يقوم بتنزيله، ويمكن معرفة ذلك من خلال النظر للتعليقات الخاصة بالبرنامج فلو كانت غير حقيقة فسيكون أول التعليقات عن صعوبة استخدامه وأنه يصيب الموبايل بالبطئ في الإستخدام … الخ.
ويمكن معرفة ذلك أيضًا من خلال عدد المستخدمين لهذا البرنامج فلا يعقل مثلًا أن يكون برنامج الفيسبوك ومن يستخدمه عدد في حدود 500 شخص.
وكذلك في محلات اصلاح الموبيلات إذا كان الموبايل عليه أشياء خاصة فلا يجب بأي حال من الأحوال تركه للمحل ولو لحظة وإنما يجب الوقوف أمام البائع حتى ينتهي من إصلاحه، وفي حالة بيعه فقبل ذلك يجب التأكد من إخلائه من جميع البيانات التي على الهاتف ويكون ذلك بحذف جميع الملفات التي على الجهاز وعمل سوفت وير جديد له، وفي أجهزة الحاسب الآلي فالافضل تغير الهارد الخاص بالجهاز حماية للبيانات الشخصية التي كانت عليه ..
يسعدني التواصل وإبداء الرأي [email protected]