أنقرة (زمان التركية)ــ عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حفيظة غاي إركان كأول امرأة لمنصب رئيس البنك المركزي في تركيا، خلفا لـ شهاب كافجي اوغلو، الذي أسند إليه مهمة الإشراف على هيئة مصرفية.
وكانت إركان تشغل منصب العضو المنتدب السابق في Goldman Sachs والرئيس التنفيذي المشارك في First Republic Bank، وهي أيضًا خامس محافظ للبنك المركزي التركي في أربع سنوات.
ويرى المحللون الاقتصاديون أن تعيينها إلى جانب تعيين وزير الاقتصاد الجديد محمد شيمشك، قد يكون علامة على أن السياسة النقدية لتركيا ستعود إلى طبيعتها بعد سنوات من تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية وارتفاع التضخم.
وفي تقرير لشبكة CNBC، صرحت سيلفا ديميرالب، أستاذة الاقتصاد في جامعة كوتش بإسطنبول، بالقول: “نظرًا لتدريبها في جامعة برينستون وخبرتها رفيعة المستوى في القطاع المصرفي الأمريكي، أفترض أن محافظ البنك المركزي الجديد سيعود إلى السياسات التقليدية”.
ولكن من جهة أخرى يكمن الخطر في مقدار الاستقلالية التي يمكن للبنك المركزي أن يمارسها، وإلى أي مدى – وهو الأمر الذي يجعل دميرالب تقول إنه سيتعين على المستثمرين الانتظار لأسبوعين حتى يعقد البنك المركزي اجتماعا بشأن تقرير سعر الفائدة.
وتتوقع ديميرالب رفع سعر الفائدة في الاجتماع القادم للبنك المركزي، حيث صرحت بقولها “إن رفع سعر الفائدة إلى مستوى حوالي 25 % أو أعلى قد يكون خطوة أولى جيدة”.
الجدير بالذكر أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محمد شيمشك وزيرا جديدا للخزانة والمالية، وهو شخص معروف بسياساته الصديقة للسوق العالمي، وهو ما دعى تيموثي آش، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسواق الناشئة في بلوباي لإدارة الأصول، للتصريح لشبكة سي إن بي سي إن بقوله إن “الأسواق ستكون مسرورة بشكل مضاعف” بتعيين إركان كرئيس للبنك المركزي، وأضاف إن كلاً من إركان وشيمشك سيشكلان “فريقًا من الدرجة الأولى”.
ومن جهة أخرى فسيتم الحكم على كلا من شيمشك وأركان خلال الفترة القادمة على أساس قراراتهم المتعلقة بالسياسة النقدية والتضخم والليرة، وأضاف آش في تغريدة أخرى: إن “تعيين -رئيس البنك المركزي التركي السابق- شهاب كافجي أوغلو في وكالة تنظيم النظام المصرفي والإشراف عليه BRSA أدى إلى تعقيد الأمور بالنسبة إلى شيمشك، مضيفًا أن الأسواق ستركز على ما إذا كانت شراكة شيمشك – إركان يمكن أن توفرسياسة كافياً لإنقاذ الليرة المتساقطة.
والجدير بالذكر أن أردوغان كان قد أقال ناجي أغبال، في آذار/مارس 2021 بعد يومين من رفع البنك المركزي أسعار الفائدة، وعين بدلا منه شهاب كافجي أوغلو.
وواصلت الليرة التركية هبوطها منذ إعادة انتخاب أردوغان، وتم تداولها في آخر مرة عند 23.47 مقابل الدولار، بينما سجل معدل التضخم السنوي في البلاد 39.59٪، بعد أن كان قد ارتفع في أكتوبر الماضي إلى مستوى مرتفع بلغ 85.51٪.