أنقرة (زمان التركية) – تناولت صحيفة فينينشال تايمز البريطانية نتائج الانتخابات الرئاسية التركية التي أسفرت عن فوز أردوغان بولاية رئاسية ثالثة في مقال بعنوان ” مستقبل مقلق لديمقراطية واقتصاد تركيا”.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي يحتفل فيه أنصار أردوغان بالفوز، فإن ملايين الأتراك الآخرين سيحنون رؤوسهم حزنا وألما على ما سيعينه خمس سنوات إضافية لإدارة ديكتاتورية بالنسبة لبلدهم المحتقن.
وأضافت الصحيفة أن الأتراك محقين في مخاوفهم، مفيدة أن أردوغان ليس أمامه متسع من الوقت للاحتفال بالفوز، إن كان يرغب في إنقاذ الأتراك من الغرق أكثر في الأزمة الاقتصادية.
وذكرت الصحيفة أن الاقتصاد التركي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، مشيرة إلى أن الأزمة نتيجة للسياسات الاقتصادية غير المعتادة التي يتبعها أردوغان المنزعج من ارتفاع أسعار الفائدة في ظل ارتفاع التضخم، وتجريد البنك المركزي من استقلاليته.
وأفادت الصحيفة أن الضغط على موارد الدولة المتراجعة سيتزايد بفعل سلسلة من الوعود الانتخابية البارزة، من بينها زيادة رواتب الموظفين والتعديلات في قانون سن التقاعد.
وأكدت الصحيفة أن تركيا تواجه مستويات قياسية من العجز الجاري، مفيدة أن سياسات أردوغان واتجاهه للصراع مع الحلفاء الغربيين وانجرافه نحو الديكتاتورية أخاف المستثمرين الأجانب الذين سيوفرون الأموال التي تحتاج إليها تركيا بشدة وأن هذا الوضع لا يمكن استمراره.
وشددت الصحيفة على نفاذ موارد الدولة التي من شأنها حماية الليرة، وضرورة تحييد أردوغان لأهوائه الشخصية والعودة إلى السياسات المالية التقليدية واتخاذ إجراءات جادة من شأنها إعادة الاعتبار لمؤسسات الدولية.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الإجراءات ستمكن أنقرة من إقناع المستثمرين بالعودة غير أنه في حال مواصلة أردوغان التصرف على النحو الحالي فإنه يتوجب على الغرب ترقب عهد آخر من العلاقات غير المتوقعة مع تركيا.
وأشارت إلى وجود مخاوف بشأن تداعيات فوز أردوغان على الديمقراطية في تركيا مفيدة أن أردوغان عزز سلطة العدالة والتنمية عزز منذ اليوم الأول لتوليه سدة الحكم قبل 21 عاما ودفع عملية اتخاذ القرارات إلى مستويات لا مثيل لها واقترب أكثر من حكم الفرد الواحد.
هذا وأفادت الصحيفة أنه منذ الاستفتاء الدستوري الذي شهدته البلاد في عام 2017 انتقلت تركيا من الديمقراطية البرلمانية إلى نظام رئاسي يتمتع بسلطة مطلقة للرئيس.