أنقرة (زمان التركية) – قال أستاذ العلوم السياسة التركي، ممتازر تركون، إن تجنب الخيار الأكثر سلبية هي ما سيحدد نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وأوضح تركون في مقاله بموقع freeturkishpress.com أن الجولة الثانية ستشهد امتناع البعض عن المشاركة لتساوي المرشحين المتنافسين في نظرهم، بجانب من سيذهبون إلى صناديق الاقتراع ويختارون الأقل سوءا من بين المرشحين.
وأكد تركون أن هناك فارقا بين التصويت للتخلص من التهميش والكراهية ورفض المنافس وبين التصويت استنادا على اللباقة والنجاحات والصدق والفراسة، مفيدا أنه يتوجب عكس جميع المتغيرات السياسة إذا كان هذا الاختلاف الجوهري ينعكس على الكم بل ويحدد أيضا النتيجة.
وتساءل تركون عن حجم من سيمتنعون عن المشاركة لعدم رضاهم عن المرشحين ومن سيشاركون لكن سيبطلون أصواتهم قائلا: “إجابة هذا السؤال مرتبطة بعنصرين. العنصر الأول هو الفتور والتراخي الذي أعلنه أردوغان منافسا رسميا وخصوصا أن التوقعات المبكرة بفوز السلطة الحالية استنادا على دعم سنان أوغان لها قد يخفض نسبة المشاركة في الانتخابات”.
وذكر تركون أن حالة اليأس المهيمنة على المعارضة قد تثمر عن تأثير مغاير وتزيد نسبة المشاركة قائلا: “وفي حال توازن العنصرين فقد تسفر الانتخابات عن نتيجة غير متوقعة. باختصار المفارقة بين “أيهما أسوء” قد تخلق تأثير معادي للسلطة الحاكمة وداعم للمعارضة وقد تسفر عن مفاجئة”.
وأضاف تركون أن مفاضلة “أيهما أسوء” لن تبرز الرسائل والآليات الإيجابية والبناءة بل الصور السلبية والهادمة وهو ما سيخلق أجواء ستصب في صالح المعارضة قائلا: “قد تتشكل دوافع وأولويات مختلفة لكل صوت انتخابي والمقدر عددهم بنحو 60 مليون صوت انتخابي. التعميم يؤدي لتبسيط الأوضاع والتبسيط يؤدي للتراخي. إن قللتم من سلوب الناخب المعقد لسبب ما فإنكم بالتأكيد لن تستطيع تنبؤ المسار السياسي. الملايين يتألمون وغاضبون ويحلمون ويأملون ويتأثرون وكل منهم يعطي قرار مختلف. وقرار الملايين سيظهر في صورة نتيجة الانتخابات”.
وواصل تركون حديثه قائلا: “حاولوا تصنيف المشاعر السياسية للأفراد للناخبين الظاهرين أمامنا. من ناحية هناك غضب ويأس وعجز وكراهية وفقر وتخوف من المستقبل ومن ناحية أخرى هناك وفاء وحب وأمل وتفاؤل وسكينة وحرية وسعادة ورفاهية. الباحثون عن جواب لسؤال ” أيهما أسوء” يبحثون عن حل لتقليص المشاعر السلبية وليس لتعزيز المشاعر الإيجابية. هذه هي طبيعة العناصر السلبية والإيجابية. كم يبلغ حجم هؤلاء الناخبين؟ أثناء البحث عن جواب لهذا السؤال يجب الأخذ في الحسبان الطيف السياسي شديد الاستقطاب والمتوتر الذي تم إقصائه”.
وذكر تركون أن إجمالي الأصوات التي حصلت عليها أحزاب المرشحين المتنافسين يبلغ 60 في المئة فقط من إجمالي الأصوات الصحيحة قائلا: “هذا يعني أن هناك 40 في المئة سيلجؤون للمفاضلة بين أيهما أسوء أو المرشح الذي يمثل امتدادا لاختياراتهم. وبالنظر لهذه النسبة بجانب الأصوات المقاطعة أو الباطلة فإن نسبة الناخب الصارم قد تصل إلى 20 في المئة. لذا دعونا نخمن نتيجة الانتخابات بالتساؤل عن أي الخيارين أسوء”.