القاهرة (زمان التركية)- رحب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال كلمته اليوم الأحد، في قمة جدة بعودة سوريا، كما دعا إلى وقف الحرب الأهلية في السودان والانخراط في الحوار، وأشاد بالمصالحة السعودية الإيرانية، وأكد على ضرورة العمل لتفعيل مبدأ حل الدولتين.
وقال أبو الغيط في كلمتة بالقمة 32، إنه “أضيف إلى أحزان هذه الأمة حزن جديد في السودان… يدفع المدنيون ثمناً ضخماً للمواجهة المسلحة التي فرضها البعض علي هذا البلد العزيز.. آن لتلك المواجهات أن تتوقف وأن تلتزم الأطراف بمبدأ الحوار.. صوناً لدماء الشعب.. وحفاظاً على السودان ومقدراته ووحدته الترابية وسلامة مؤسساته الوطنية”.
ودعا أمين عام الجامعة العربية “لأن تكون قمة جدة علامة بدء لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان ويصحح أخطاء ارتكبت في الماضي ويتوخى المصلحة العليا للدولة السودانية وليس المصالح الضيقة لفئات أو أشخاص”.
وقال أبو الغيط “نسعى لإيقاف نزيف الدم والخسائر في كافة ميادين الاحتراب الأهلي حيث لا منتصر ولا مهزوم .. والأزمات العربية تشهد الآن حالة من التجميد مقارنة بأوضاع أشد اشتعالاً شهدناها في السابق.. وهي فرصة يتعين اغتنامها.. من أجل تفعيل حلول عربية لتلك الأزمات العربية”.
تعليقا على عودة سوريا للجامعة العربية، قال أبو الغيط “وأرحب هنا بالرئيس بشار الأسد بعد أن عادت سوريا إلى مقعدها في هذا المجلس الموقر.. ثمة فرصة لا ينبغي تفوتيها لمعالجة الأزمة التي تُعاني منها البلاد لما يربو على العقد.. سواء في أسبابها وأصولها، التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها.. أو في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري. ويحدونا الأمل في أن يكون للعرب اسهامهم في ايجاد الحلول الناجعة للأوجاع السورية العديدة”.
وبخصوص المصالحة بين الرياض وطهران، قال احمد ابو الغيط “ثمة إشارات على أن نهج الجيران يُمكن أن يتغير.. إنني أرحب مجدداً بالاتفاق الذي وُقع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مارس الماضي.. فالعلاقات مع الجيران كافة يجب أن تتأسس دوماً على أساس من احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.. إنها مبادئ أساسية في ميثاق الأمم المتحدة.. وهي مبادئ تتمسك بها دولنا الوطنية، ولا تُفرط فيها”.
وأكد أبو الغيط في كلمته على أنه “تبقى فلسطين الغالية هماً لا يحمله أهلها وحدهم… لقد أدت الممارسات الرعناء لحكومة الاحتلال الاسرائيلية إلى تصعيد مروع في منسوب العنف والقتل في الشهور الأخيرة.. إنني أحيي صمود الفلسطينيين في كل مكان في الأرض المحتلة.. وأقول إن السياسات والممارسات الاستفزازية لتلك الحكومة الممعنة في التطرف والكراهية، لابد أن تُواجَه بتصدٍ حازم من المجتمع الدولي، عِوضاً عما نشهده من صمت مريب ومشين.
إن التمسك بمبادرة السلام العربية لازال خياراً استراتيجياً عربياً لحل الصراع… وفي القلب من هذا الخيار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية… وانسداد المسار التفاوضي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين.. ويُمهد الطريق أمام حل الدولة الواحدة.. وعلى كافة الأطراف.. وبالذات الأطراف الدولية التي تشاهد حل الدولتين وهو يتم تقويضه يومياً دون أن تُحرك ساكناً.. أن تراجع سياساتها قبل فوات الأوان”.