أنقرة (زمان التركية)ــ اتهم تحالف المعارضة في تركيا وسائل الإعلام الحكومية بـ”خداع” الجمهور بالنتائج المبكرة لانتخابات الأحد، مما يبرز المعركة الشديدة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كيليجدار أوغلو.
وقد اعترض حلفاء كيليجدار أوغلو يوم الأحد على البيانات التي قدمتها وكالة الأناضول، بحجة أن الحسابات استبعدت المناطق التي كان أداء المعارضة فيها جيدًا، وقد صرح أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية اسطنبول وأحد كبار القادة في تحالف “طاولة الستة” قائلا “نصيحتي هي تجاهل أرقام وكالة الأناضول لأنهم يحاولون خداعكم”، ووصف إمام أوغلو سمعة الأناضول بأنها “أقل من الصفر”، مستشهدا بأمثلة سابقة حيث أعطت الوكالة تقدمًا كبيرًا لمرشحي الحكومة في المراحل الأولى من فرز الأصوات، بينما صرح قالكيليتشدار أوغلوا في تغريدة: “نحن متقدمون” .
الجدير بالذكر حصول سنان أوغان المرشح الرئاسي الذي انشق عن حزب الحركة القومية المتطرف، على حوالي 5 في المائة من الأصوات، وفقًا لكل من وكالة أنكا والأناضول، ويعد نصيبه في التصويت مهما لأنه قد يمنع المرشحين الرئيسيين من اجتياز نسبة 50 في المائة المطلوبة لتجنب إعادة الانتخابات في غضون أسبوعين، وقد انسحب محرم إينجه من السباق يوم الخميس، لكن اسمه ظل مدرجًا في بطاقات الاقتراع، وكانت مراكز الاقتراع مشغولة في جميع أنحاء تركيا بعد أن سجل أكثر من 60 مليون شخص للتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تقدم مسارين متباينين على نطاق واسع لتركيا.
ووفق صحيفة الفينانشال تايمز الأمريكية يواجه أردوغان، الذي وصل بحزب العدالة والتنمية إلى السلطة لأول مرة في عام 2002، أصعب حملاته عندما تصارع مع كيليجدار أوغلو، وستحمل النتائج صدى عالميًا لأن تركيا، عضو في الناتو حيث تلعب دورًا متزايد الأهمية على المسرح الدولي في السنوات الأخيرة، وقد تعهد كيليجدار أوغلو بإنعاش الاقتصاد التركي المتعثر، وتقريب البلاد من فلك الغرب واستعادة المؤسسات الحيوية التي تم تقويضها خلال فترة حكم أردوغان الطويلة.
وتشير استطلاعات الرأي التي نُشرت في الفترة التي سبقت انتخابات يوم الأحد الى تقدم كيليجدار أوغلو على خصمه البالغ من العمر 69 عامًا، حيث أدى تعامل أردوغان مع اقتصاد البلاد البالغ 900 مليار دولار إلى إضعاف دعمه بشدة، لكن المحللين وحتى كبار مسؤولي المعارضة حذروا من الاستهانة بأردوغان، الذي هيمن على السياسة التركية بطريقة لم يسيطر عليها أي شخص آخر منذ أن أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية قبل قرن من الزمان.
الجدير بالذكر أيضا أنه في التجمعات الانتخابية النارية، صوّر أردوغان نفسه على أنه السياسي الوحيد الذي يمكنه تأمين مستقبل مزدهر لتركيا والدفاع عن القيم العائلية، كما اتهم يوم السبت كيليجدار أوغلو بالعمل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن لهزيمته دون تقديم أدلة، وفي غضون ذلك دعا كيليجدار أوغلو الناخبين إلى “تغيير مصير تركيا” بالتصويت لصالح تحالفه المعارض.
وكان هناك أيضا تواجد كبير للشرطة يوم الأحد حيث كانت الدراجات النارية تنطلق صعودا وهبوطا في شوارع اسطنبول وشاحنات مدرعة ثقيلة وعربات كثيفة للتحكم في الحشود تقوم بدوريات في قلب العاصمة أنقرة، وقد صرح سليمان صويلو وزير الداخلية إلى تواجد= 600 ألف من حراس الأمن والشرطة والدرك وخفر السواحل وحرس الأمن يعملون في الخدمة استجابة “لدعوة مجالس انتخابات المحافظات التركية المختلفة” .