أنقرة (زمان التركية) – تغطي جميع وكالات الأنباء الدولية اليوم الانتخابات التركية والتي تعتبر واحدة من أهم الانتخابات التي يشهدها العالم هذا العام، وفي هذا السياق نشرت وكالة الأخبار الامريكية الـ “سي إن إن” مقالًا عن الانتخابات التركية ومدى احتماليات الفوز، وقد جاء في المقال:
بدأت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا وهي انتخابات تشهد تنافرًا شرسًا كونها قد تنهي حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استمر 20 عامًا، ويشكل سباق اليوم التحدي الأكبر حتى الآن لزعيم تركيا القوي، فهو يواجه رياحًا اقتصادية معاكسة وانتقادات مفادها أن تأثير زلزال 6 فبراير المدمر قد تفاقم بسبب تراخي ضوابط البناء وجهود الإنقاذ الفظيعة.
وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، الذي يمثل ائتلافًا انتخابيًّا من ستة أحزاب معارضة. ولأول مرة اجتمعت المعارضة المتشددة في تركيا حول مرشح واحد، حيث إنه يجب أن يفوز المرشح بأكثر من 50٪ من الأصوات ليلة الأحد حتى يفوز بالانتخابات في جولتها الأولى، وإلا ستتجه تركيا إلى جولة الإعادة في 28 مايو.
ومن جهته فقد صرح الناخب كورهان فوتاتشي 46 سنة، في حديث لشبكة سي إن إن من مركز اقتراع في منطقة بيوغلي في اسطنبول: “تصويتي من أجل الحرية، تصويتي هو لمستقبل أطفالنا. أنا متفائل” وقد صرح يليز شاهين 46 سنة ، الذي توفي شقيقه وابنه في الزلزال: “إنها لحظة تاريخية ننتظرها منذ 20 عامًا، يحتاج هذا النظام برمته إلى التغيير”، وفي غضون ذلك، قالت الناخبة لأول مرة إرين أوزميل 19 عامًا: “مستقبل البلاد في أيدينا، إنها في أيدي الشباب ” .
ومن جهته فقد وعد كيليجدار أوغلو، البيروقراطي السابق اللطيف البالغ من العمر 74 عامًا، بإصلاح اقتصاد تركيا المتعثر واستعادة المؤسسات الديمقراطية التي تعرضت للخطر بسبب الانزلاق إلى الاستبداد خلال فترة حكم أردوغان.
كبار المرشحين يدلون بأصواتهم
بعد الإدلاء بصوته في إسطنبول، قال أردوغان للصحفيين: “نصلي إلى الله من أجل مستقبل أفضل لبلدنا وأمتنا والديمقراطية التركية، ومن المهم جدًّا لجميع ناخبينا الإدلاء بأصواتهم حتى الساعة 17:00 مساءً دون أي قلق من إظهار قوة الديمقراطية التركية”، وفي نفس الوقت صرح كيليتشدار أوغلو بعد التصويت في أنقرة حيث قال: “لقد افتقدنا جميعًا الديمقراطية، ونأمل من الآن فصاعدًا أن ترى بلادنا الربيع، وسيأتي هذا الربيع إلى هذا البلد وسيستمر دائمًا”.
وكذلك ومن قبيل المفارقات التي شهدتها الحملات الانتخابية فقد اختتم أردوغان حملته الانتخابية مساء السبت بالصلاة في آيا صوفيا – وهو مسجد وموقع تاريخي رئيسي في إسطنبول، في المقابل زار كيليجدار أوغلو قبر مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة والعلماني المخلص.
وبينما كان أردوغان يمدح فضائل حكمه الطويل، وينظم حملته على أساس من الاستقرار والسياسة الخارجية المستقلة ويواصل تعزيز صناعة الدفاع في تركيا، وقيامه مؤخرا برفع أجور موظفي الحكومة بنسبة 45٪ وخفض سن التقاعد، إلا أنه في الوقت نفسه فعلى مدى العامين الماضيين، تراجعت العملة التركية وتضخمت الأسعار، مما أدى إلى أزمة تكلفة المعيشة التي أضرّت بقاعدة دعم أردوغان المحافظة والطبقة العاملة.
وعندما دمر زلزال 6 فبراير أجزاء كبيرة من جنوب شرق تركيا، واجه أردوغان توابع سياسية، حيث هاجمه منتقدوه بسبب جهود الإنقاذ الفاشلة وضوابط البناء المتراخية التي ترأستها حزب العدالة والتنمية الحاكم لمدة عقدين، وفي الأسابيع التي تلت الزلزال قامت الحكومة باعتقال العشرات من المقاولين ومفتشي البناء ومديري المشاريع لخرقهم قواعد البناء، ورفض النقاد هذه الخطوة ووصفوها بأنها كبش فداء، كما اعتذرت الحكومة عن “الأخطاء” التي ارتكبت في أعقاب الكارثة مباشرة، وأودى الزلزال بحياة أكثر من 51 ألف شخص في تركيا وسورية المجاورة، ولا يزال مصير الآلاف في عداد المفقودين.
الجدير بالذكر في هذا السياق أنه يوم الخميس تلقى كيليجدار أوغلو مزيدًا من الدعم بسبب الانسحاب المتأخر من السباق للمرشح محرم إينجه، على قلة أرقام اقتراع التي كانت من المتوقع أن تعطى له.
وبينما تجري تركيا انتخابات كل خمس سنوات، فقد ذكرت صحيفة ديلي صباح التركية يوم الأربعاء نقلاً عن نائب وزير الخارجية التركي أن أكثر من 1.8 مليون ناخب يعيشون في الخارج أدلوا بأصواتهم بالفعل في 17 أبريل، كما يوجد أكثر من 65 مليون تركي مؤهلون للتصويت. كما صرح رئيس المجلس الأعلى للانتخابات، أحمد ينر الشهر الماضي ، إنه من المتوقع ألا يصوت ما لا يقل عن مليون ناخب من المناطق المنكوبة بالزلزال هذا العام .