أنقرة (زمان التركية) – أفاد أستاذ العلوم السياسية التركي، ممتازر تركونا، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا 2023 ستكون بمثابة استفتاء على النظام القائم بالبلاد.
وذكر تركونا أن تركيا ستقرر ما إن كانت ستواصل العمل بالنظام الرئاسي الحالي، أم ستنتقل إلى النظام البرلماني المعزز الذي تتحدث عنه المعارضة منذ فترة طويلة.
وأوضح تركونا أن النظام الرئاسي الحالي في تركيا تحول إلى أوتوقراطية بيروقراطية، قائلا: “القوة السياسية انتقلت من البرلمان والأحزاب السياسية مباشرة إلى البيروقراطية. حتى عام 2017 الذي أقر فيه النظام الرئاسي، لم نسمع عن موظف بيروقراطي يحصل على أكثر من راتب واحد. وهذا دليل على قوة البيروقراطية. جميع أجهزة الدولة تحولت إلى نظام العهدة، وهذه العهدة يتشاركها البيروقراطيون”.
وواصل قائلا: “لا يمكنك ترسيخ خدمة البلاد والشعب بعقلية البيروقراطية، فأولويتها ترتكز على حماية مصالحها ومناصبها و70 -80 في المئة من المهمة التي تتولاها. وعندما تسند جميع البيروقراطية لشخص واحد فإنه ليس بالإمكان لذلك الشخص مراقبتها. حينها يحدث فراغ رقابي وتبدأ تلك البيروقراطية العمل لصالح القوة التي توظفها.
لماذا باتت مؤسسة كالهلال الأحمر عاجزة؟ لأن هدفها ليس مهامها الفعلية بل تحويلها إلى عهدة. وفور تأسيسها شركة لإنتاج الخيام فإنها تصبح أكثر ربحا كعهدة. العهدة أصبحت سبب وجود تلك المؤسسات.
الأيدولوجية القائمة بالإعلام الحكومي هي الأيدولوجية القومية وليس أيدولوجية الإسلام السياسي، فالإسلام السياسي تآكل وتحول إلى دولة بدون أيدولوجية وأوتوقراطية بدون أيديولوجية. تم إسناد التراث القومي إلى حزبي الحركة القومية والخير وتصاعدت القومية في ظل تراجع الإسلام السياسي.
بعد عام 2002 تحول حزب إسلامي سياسي إلى حزب الكتلة وظل في الحكم لعشرين عاما. والآن الأيدولوجية اليسارية بدأت تطور نفسها، فأنا ألحظ ميلاد الأيدولوجية اليسارية من جديد. وأعتقد أنه عقب هذه الانتخابات ستتحول القومية إلى أيدولوجية الكتلة وقد تحتل كليا الفصيل المحافظ اليميني”.