هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية)ــ أوضحت في المقالات السابقة من هذه السلسلة الجرائم المضرة بأمن الدول، والآن أبدأ الحديث عن الجرائم المضرة بالأشخاص والأموال التي يرتكبها المجرمون الجُدد باستخدام شبكة الانترنت ظننا منهم أنهم بعيدين عن المسائلة والحساب، والأسئلة التي تطرح نفسها الآن هل هم حقًّا بعيدين عن المحاسبة؟ وما هي أنواع هذه الجرائم التي يرتكبونها؟ وكيف يحمي الفرد نفسه وعائلته من الوقوع فريسة في يد هؤلاء المجرمين؟
تعد من أكثر جرائم هؤلاء هي جريمة التحرش الجنسي عبر الانترنت، جريمة الابتزاز الإلكتروني، جريمة التشهير، جريمة سرقة بطاقات الائتمان، جريمة السطو على أجهزة الأفراد والمعلومات الخاصة بهم، جريمة ازدراء الأديان، جريمة السب والقذف، جريمة اختراق حقوق الملكية الفكرية، ووسائل أخرى للنصب باستخدام وسائل الانترنت أتناولها في المقالات القادمة بالتوضيخ المناسب.
فيما يتعلق بجريمة التحرش الجنسي التي تتم باستخدام شبكة الانترنت فيُعرف التحرش الإلكتروني أيضًا باسم المطاردة الإلكترونية (Cyber stalking)، وهو استخدام الإنترنت أو غيره من الوسائل الإلكترونية لمضايقة فرد أو مجموعة أو مؤسسة، وقد تشمل هذه المضايقات الاتهامات الكاذبة والقذف والتشهير، بالإضافة إلى المراقبة أو سرقة الهوية أو التهديدات أو التخريب أو التماس الجنس أو جمع المعلومات التي يمكن استخدامها للابتزاز أو الإحراج أو المضايقة.
ويتم هذا النوع من التحرش بأشكال عدة تتم من قبل المجرمون الجدد، والتي من بينها الانتحال الإلكتروني (Cat fishing).
وقد تأتي علامة استفهام هنا من قبل البعض تتمثل في عدم معرفة الآثار الضارة لهذا النوع من التحرش؟ والإجابة على هذا الاستفهام هي أن هناك بالفعل أضرار للتحرش الإلكتروني نفسية وعقلية وجسدية تصيب الضحية.
التحرش الإلكتروني مجرم في كافة التشريعات، وقد جاء نص المشرع المصري على عقوبة التحرش الجنسي كالآتي:
نص قانون العقوبات في مادته (306 مكرر أول أ) على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز 4 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 200 ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين، كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو تلميحات أو إيحاءات جنسية أو إباحية بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأي وسيلة، بما في ذلك الوسائل السلكية واللاسلكية والإلكترونية، أو أي وسيلة تقنية أخرى.
وتكون العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تقل عن 300 ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه.
وأكد القانون أنه في حال تكرار الجريمة تتضاعف العقوبة سواء الحبس أو الغرامة بحديها الأدنى والأقصى.
وتنص المادة (306 مكرر ب) على أنه «يعد تحرشًا جنسيًّا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة سالفة الذكر من القانون ذاته بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة جنسية، ويعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن 5 سنوات».
وإذا كان المجني عليه من المنصوص عليهم في المادة 267 من هذا القانون أو كانت له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس أي ضغط سمحت له الظروف بممارسته للضغط عليه، أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهما يحمل سلاحاً تكون العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن 7 سنوات.
ومن نماذج هذه الجريمة قضية رقم 2591 جنح قسم الخليفة ،القاهرة، ادارة مكافحة جرائم الحاسبات بوزارة الداخلية، لسنة 2009، وتتلخص الواقعة في قيام أحد الأشخاص بسرقة البريد الإلكتروني لإحدى الفتيات، ووصوله إلى قائمة مراسلات صديقاتها والذي قام بمراسلتهن الكترونيا- منتحلًا شخصية صاحبة الحساب الذي سرقه- بألفاظ وعبارات اباحية مع دعوتهن لممارسة الفجور من خلال رقم تليفونها الخاص.
ولما كانت الوقاية خير من العلاج، فالحماية النفس والعائلة من هذا النوع من الجرائم ينبغي التأكد من الآتي:
- عدم الرد على المكالمات أو رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب معلومات شخصية.
- التحري والحذر في قبول صداقات الأشخاص الغير معروفين.
- تأكد من ضبط إعدادات الخصوصية على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة ب.
- عدم كتابة التفاصيل الشخصية، مثل رقم الهاتف وعنوان السكن وأسماء الأقارب… ألخ… وكذلك مشاركة الصور الخاصة.
- إلغاء تفعيل إعدادات تحديد الموقع الجغرافي الخاص بك على جهازك
- الإبلاغ عن الحسابات المشبوهة أو المهددة
- مجرد تلقي أي نوع من التهديدات أو التعرض بأي شكل من الأشكال لمثل هذه الجرائم يجب أن تتم فورا ابلاغ الجهات الامنية المختصة وعدم الاستجابة لأي نوع من أنواع الاستمالة أو التهديد من قبل هؤلاء المجرمون، حتى ولو كانت الضحية قد ارتكبت خطأ ما فإن عليها عدم الخوف وعدم الاستجابة لاي وسيلة من وسائل الابتزاز او التهديد
….الخ من كافة إجراءات وسبل الحماية والأمان الأخرى التي يجب معرفتها واتباعها حماية للنفس والعائلة من هؤلاء المُجرمون الجدد.
يسعدني التواصل وإبداء الرأي