أنقرة (زمان التركية) – انتقد سادات لاشينار، العميد السابق لجامعة 18 مارس تحميل خسائر الزلزال المدمر الذي شهدته تركيا مطلع الأسبوع الماضي لمقاولي البناء.
وذكر لاشينار أن سجلات الزلزال تشير إلى حدوث 23 زلزال على الأقل بقوة بلغت 7 درجات على مقياس ريختر أو أكثر منذ القرن 15، مفيدا أن كل مئة عام يحدث 5 هزات أرضية عنيفة وهو ما يعادل هزة أرضية عنيفة كل 20 عاما وأن بعض هذه الهزات الأرضية تتسبب في خسائر كبيرة بالأرواح.
أضاف لاشينار:”خلال زلزال أرزينجان الكبير في 27 ديسمبر/ كانون الأول عام 1939 لقى 33 ألف شخص مصرعهم وأصيب 100 ألف آخرين وانهار أكثر من 116 ألف منزل. كانت قوة الزلزال 7.9 ريختر. كان زلزالا شديدا، لكنه كان ليسفر عن عشر هذه الخسائر إن كان حدث في مدينة بناياتها أفضل في الإنشاء”.
وقال في إشارة إلى عدم التعلم من اخطاء الماضي “خلال زلزال جولجوك في 17 أغسطس عام 1999 لقى أكثر من 18 ألف شخص مصرعهم. ومنذ 23 عاما عايشنا العديد من الهزات الأرضية الشديدة. خلال زلزال دوزجه عام 1999 وزلزال بينجول عام 2003 وزلزال ألازيغ عام 2010 وزلزال فان عام 2011 وزلزالي ألازيغ وإزمير عام 2020 لقى أكثر من 1500 شخص مصرعهم وأصيب الآلاف من الأشخاص وأصبحت الآلاف من المباني غير صالحة للاستخدام”.
سادات لاشينار، قال “بالنظر إلى الانهيار الناجم عن زلزال قهرمان مرعش وما تبعه يتساءل الناس لما لم نتعلم أي شيء مما عايشناه بالماضي؟ للأسف المسألة أكبر من أن يتحملها بضعة مقاولين. الصور تشير إلى أخطاء تطال جميع فئات المجتمع. سلسلة المسؤولية تمتد ممن أنشأوا المباني إلى من باعوها ومن الموظفين الذين سمحوا بإقامة منازل خاطئة كهذه إلى الهيئات العليا ومن البنوك التي منحت قروض لمنازل خاطئة كهذه إلى المهندسين الذين وقعوا على الوثائق دون مراجعتها”.
ومؤخرا أعلنت السلطات اعتقال عدد من المقاولين والمسؤولين، وصل عددهم 113 شخصا بسبب المباني التي انهارت، خلال الزلزال.
أضاف لاشينار،: لسنا أبرياء ودفعنا ثمنا باهظا عدة مرات ولا زلنا ندفع. الزلزال غير مذنب، لقد كشف عن نفسه عدة مرات ودعا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وختم بالقول: “لم أعد أرغب في الاستماع لخبراء الزلزال، فأنا كسائر الشعب التركي أصبحت خبيرا في الزلازل. يواصلون قول الأشياء عينها. هم ليسوا مذنبين بل تعودنا الاستماع إليهم عوضا عن تنفيذ ما يقولونه”.