ماهر المهدي
(زمان التركية)-أيهما أفضل وأعز : مالٌ وفير وغنى، وأموال أم شعر رأس جميل يكسو رأسك بتاج من صنع الخالق الكريم عز وجل؟ فهكذا تصور السيدات شعر الرأس على أنه تاج صحة وتاج أنوثة وتاج جمال؟ وهو تاج لرأس الرجال أيضًا وإن لم يسر البعض ذلك ولم يره كذلك وفورًا أو غضبًا.
ويمكن لمن لا يقتنع بذلك أن يراجع بعض الأطباء النفسيين ليعرف كم رجلًا يقصدهم للعلاج من “عقدة” سقوط شعره أو عقدة كونه أصلع الرأس. فشعر الرأس كساء جميل عجيب يضيف ولا يأخذ ويساعد ولا يلزم، وهو منحة الخالق التي لا مانح لها إلا هو -سبحانه تعالى- ولو مهما حدث وما وصل الإنسان من تقدم.
فلا قدرة للإنسان على أن يخلق شعرة واحدة، فمن يخلق شعرة يخلق ما شاء من الشعر. وما وصل الإنسان من تقدم – حتى اليوم – فى هذا المجال إلا فى حدود عمليات نقل بعض بصيلات الشعر من مناطق فى الجسم البشرى إلى فروة الرأس لتنبت فيها شعيرات قليلة إذا نجحت عملية زراعة الشعر أصلًا .
فإذا نجحت عملية إعادة زراعة بعض الشعر في رأس الإنسان، وجب عليه معاملة هذه الشعيرات بحرص وانتباه كاف وفقًا لبعض أصحاب تجربة زرع الشعر . فالشعر في أجسادنا آية ولا شك في ذلك .
كل الملايين لا تستطيع أن تعيد شعرة سقطت من رأس أحد، ولا تستطيع إصلاح شعرة قطعت، ولا تستطيع أن تزرع شعرًا فى رأس قدر لها أن تفقد شعرها كله أو جزء منه، آية أخرى لما يبصرون.
الناس تمتلك الكثير والقليل حولها وفى بيتها وفى ايديها، ولكنها تحزن كثيرًا على فقد شعرها صغارًا كانوا أو كبارًا فى السن أو المقام.
وبائعوا الأحلام كثيرون هنا وهناك وحول العالم، ويتعيشون على آلام الناس وعلى أمانيهم فى استعادة شعر رؤوسهم يوما بطريقة ما. ولكن العلماء وبائعي الأحلام جميعًا لم ينجحوا -كما هو واضح حول العالم وفى كل الدول المتقدمة وغير المتقدمة على حد سواء- إلا بقدر زهيد يسير فى نقل واعادة زرع بعض بصيلات الشعر لفئات معينة من الناس، بينما فشلت محاولات لا حصر لها فى زرع الشعر أو التخلص من الصلع.
حتى على مستوى الأغنياء والأثرياء وبالغوا الثراء، لم يستطع أحد محاربة الصلع أو هزيمته واستعادة شعر رأسه بكل الملايين والمليارات التي قد يمتلكها ورغم كل الصلات والاتصالات التى فى مقدرته، ولله – سبحانه تعالى – فى ذلك حكمة فسبحان الله تعالى.