هيثم السحماوي
(زمان التركية)ــ تحدثت في المقال السابق عن ثلاثة واجبات وهم احترام كرامة الآخرين، وتقديس حياتهم، وسيادة القانون وفي هذا المقال أواصل الحديث عن باقي الواجبات:
واجب احترام حقوق الآخر سواء كان إنسان أو حيوان:
فلا يستقيم على الإطلاق المطالبة بحقوق الإنسان من الآخرين سواء كانوا السلطة الحاكمة أو عموم الناس في الوقت الذي لا يراعي فيه المُطالب بحقوقه حقوق الآخرين بل ويدافع عنها. وما أود توضيحه هنا أنني أرى أن هذا لا يقتصر على الإنسان فقط وإنما يمتد لاحترام حقوق الحيوان أيضًا، ولا مجال هنا للقول بأننا علينا أن نحترم حقوق الإنسان أولًا، فلا أرى أن الأمر يأتي بهذه الطريقة، فالأمر لا يكلفنا شيء كي نقول هذا أولا وذاك يأتي ثانيًا، فهي ثقافة ووعي ورحمة لا تتجزأ وتتسع لتشمل كلا من الإنسان والحيوان.
واجب الامتناع عن استغلال حريات الإنسان وحقوقه لانتهاك حقوق الآخرين أو القيام بالعمليات التخربية:
فمثلًا الحرية والحق الخاصين بمسألة حرية العقيدة والدين لا ينبغي استغلالها للقيام بعمليات تحريض ضد دين آخر، أو فتنة طائفية، أو أعمال عنصرية .
وفي ذلك ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته التاسعة والعشرون على الآتي :
المادة 29؟:
(1) على كلِّ فرد واجباتٌ إزاء الجماعة، التي فيها وحدها يمكن أن تنمو شخصيته النمو الحر الكامل.
(2) لا يُخضع أيُّ فرد، في ممارسة حقوقه وحرِّياته، إلاَّ للقيود التي يقرِّرها القانونُ مستهدفًا منها، حصرًا، ضمانَ الاعتراف الواجب بحقوق وحرِّيات الآخرين واحترامها، والوفاءَ بالعادل من مقتضيات الفضيلة والنظام العام ورفاه الجميع في مجتمع ديمقراطي.
(3) لا يجوز في أيِّ حال أن تُمارَس هذه الحقوقُ على نحو يناقض مقاصدَ الأمم المتحدة ومبادئها.
وفي العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في المادة التاسعة عشر النص على الآتي:
- لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة.
- لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.
- تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذه المادة واجبات ومسئوليات خاصة. وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية
(أ) لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم،
(ب) لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة.
واجب الفرد في المشاركة في بناء مجتمعه وتقرير مصيره والحفاظ عليه
فهذه الأمور تمثل حقوقًا وفي نفس الوقت واجبات المواطن تجاه وطنه ومجتمعه الذي يعيش فيه وهامة للغاية.
وأشير هنا إلى نقطة هامة وهي أن فكرة الدولة والوطن لا تعني علي الإطلاق حكومة الدولة، وأن الحكومات تأتي لخدمة شعوبها وتحسين أوضاع الدولة، وتحقيق لها كل تقدم واستقرار ورخاء، نختارهم مننا ليتولو قيادة دولتنا التي هي ملكنا جميعا،وبعد إنتهاء مدتهم نختار غيرهم وهكذا . ويطيب لي أن أختم حديثي في هذا الشأن بكلمات هامة للغاية لأحد العظام في وطني مصر الذي أراه يمثل ثقافة إحترام حقوق الإنسان والدفاع عنه، وعشق الوطن، بفعله وسيرته قبل قوله،دولة رئيس وزراء مصر الأسبق الأستاذ الدكتور عصام شرف، الذي من كلماته:
“أن رأس المال الاجتماعي هو الثقافة وقبول الآخر والتعايش والبعد عن الظلامية وتعميم مفهوم الانتماء للوطن وأن هناك فارقا بين الوطن والدولة إذ أن الدولة هي الأرض والشعب ولكن الوطن هو الحالة النفسية والارتباط المعنوي بالدولة ولذلك فإن الفارق بين الوطن والدولة نفس الفارق بين رومانسية الأم والأب وكلاهما جناحات للقوة المعنوية والمادية والتي تساعد على صنع مستقبل ناجح لأي دولة”.