أنقرة (زمان التركية) – خالف وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، جميع الأصوات المبررة للتقارب مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وشن هجوما حادا عليه.
في كلمته خلال الحفل الختامي لندوة تدريب حراس الأمن في جامعة شرناق، قال صويلو إن تركيا فقدت 1845 من عناصر الأمن خلال تصديها للإرهاب.
صويلو أكد على أنه: “منذ سنوات نصنف الحزب الكردي بأنه الذراع السياسي لتنظيم العمال الكردستاني -الانفصالي- وهم لا يخجلون ولا يعترضون ولا ينكرون هذا. لا زالوا يجوبون شوارع دياربكر وشرناق وجزرة ويطالبون بإطلاق سراح زعيم العمال الكردستاني بل وبكل وقاحة يبحثون عن عناصر -جديدة- للعمال الكردستاني ويتوسطون في انضمام الأطفال لمعسكرات التنظيم الإرهابي”.
وواصل صويلو مهاجمة الحزب الكردي، قائلا: “يتظاهرون بممارسة السياسة في أنقرة ويشاركون ضمن البرلمان ولم يعتذروا من الشعب على أي من تلك الأحداث والمذابح التي شهدتها البلاد. لقد انقضت تلك الأيام التي كنتم تحاولون فيها توجيه الشعب بإخافته. بحمد الله تزهر اليوم الحرية والأخوة في الشرق وجنوب الشرق وتشهد تركيا أجواء مختلفة كليا في تلك المنطقة”.
تأتي تصريحات صويلو عقب زيارة وفد من حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة وزير العدل، بكر بوزداغ، إلى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في إطار الحملة الترويجية للتعديلات الدستورية المتعلقة بالسماح بارتداء الحجاب، وتبرير بعض أعضاء الحزب الحاكم الزيارة وتأكيدهم على أن الحزب الكردي كيان قانوني.
البرلماني عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، محمد علي جوهري، قال إن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، حزب تأسس وفقا للقوانين التركية ولديه كتلة داخل البرلمان، في رد على الانتقادات الموجهة مؤخرا للحزب الحاكم.
خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني أفاد جوهري أن التحالف الحاكم يرغب في إجراء تعديلات دستورية في مادتين أحدهما تتعلق بارتداء الحجاب والأخرى تتعلق بوحدة الأسرة، ويحتاج لدعم الحزب الكردي.
أضاف قائلا: “الحزب الكردي لديه كتلة برلمانية ولديها أصوات داخل البرلمان. لذا نحن بحاجة لدعمه. والحزب الكردي أعلن دعمه للحجاب. لذا لماذا لا نزوره؟ هذا أمر معتاد بين الأحزاب ولا يحدث للمرة الأولى”.
وشدد جوهري على دعمه للحوار مع جميع الأحزاب، مشيرا إلى ضرورة إبقاء الباب مفتوحا دائما أمام الحوار لتحقيق السلام الاجتماعي داخل البلاد.
في السياق ذاته، قال البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية والكاتب في صحيفة يني شفق، محمد متينر، إنه بات يتوجب على حزب العدالة والتنمية تغيير لهجته ونهجه تجاه الحزب الكردي إن كان سيكرر الاجتماع به ويُحرص على الحصول على دعمه.
وأوضح متينر أن الزيارة المشار إليها ستثير أزمة بالنسبة للحزب الحاكم.
أضاف قائلا: “اتهام الحزب الكردي بأنه الذارع السياسي لتنظيم إرهابي والمطالبه بحظره من المشاركة بالبرلمان وفي الوقت نفسه الاجتماع به على خلفية التعديلات الدستورية، بشان الحجاب يشكل أزمة جديدة للحزب. كل تصريح سيدلي به العدالة والتنمية بشأن الحزب الكردي بعد الآن ستكون هذه الزيارة محط نظر”.
عضو اللجنة الإدارية لحزب العدالة والتنمية، شامل طيار، أعاد مشاركة تغريدة متينر وعلق عليها، قائلا: “بالتأكيد يجب على العدالة والتنمية أن يدير علاقاته وفقا لنظرته لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي. إن كان ينظر إليه كذارع سياسي للعمال الكردستاني وحزب يتوجب إغلاقه لماذا سيناقش معهم التعديلات الدستورية؟ وإن كان الشعوب الديمقراطي والعمال الكردستاني منفصلين فلماذا شعرنا بحاجة إلى لغة وأسلوب موحد تجاههما في المقام الأول؟”.
كان الرئيس رجب طيب أردوغان، أطلق دعوة بإجراء تعديلات دستورية تكفل الحق في ارتداء الحجاب، ردا على مقترح حزب الشعب الجمهوري بالسماح بارتداء الحجاب في القطاعات الحكومية.
وعلى خلفية ذلك أجرى حزب العدالة والتنمية زيارة للأحزاب ذات الكتل البرلمانية، لكن الزيارة للأحزاب المعارضة وخاصة حزب الشعوب الديموقراطي الكردي، اثارت موجة من الانتقادات داخل الحزب الحاكم، بسبب اتهامات أردوغان الدائمة للمعارضة بدعم التنظيمات الإرهابية لقربها من الحزب الكردي.