ماهر المهدى
(زمان التركية)-العالم يتقلب فى أوجاعه الكثيرة التى أصابته بالتراكم – كتغبر المناخ والتوترات السياسية الدولية – والتى أصابته فجأة – كوباء كوفيد 19 وآثار الحرب الروسية الأوكرانية فى مجالى الطاقة والغذاء – والتصدع فى سكينة العالم كبير مزعج ويبدو ممتدا الى فترة قادمة ونحن نقترب من نهاية العام الحالى الخالى .
فهل يأتى العام القادم بلطيف من الأخبار ومزيد من الأمل ؟ هل يشهد العام القادم صعود زعماء وذهاب زعماء ، وتغير الانتخابات العامة المنتظرة فى عدد من البلاد الهامة واقع الحياة من القهر الى الحرية والى مراحل جديدة من التقدم ؟
هل يذهب الزعماء الرابضون على مقاعد القومية العمياء والأنانية الخالصة وأوهام الهبة الإلهية المجيدة فيهم وفى أفكارهم ؟ هل يعلو صوت العقل والعدل على صوت القومية والقهر والتسلط والمصادرة ؟ هل يتمسك رجل الشارع بزعماء تلاعبوا بالسلطة والقوانين والدساتير وطاردوا مواطنيهم باتهامات الإرهاب الكاذبة بينما تحيط بهؤلاء الزعماء وبأسرهم اتهامات الفساد والاستيلاء على المال العام وغيرها من الاتهامات الخطيرة ؟
الكل – في كل مكان – يعلم الحقيقة ويعلم الحق ويعلم الكذب ولا يوجد من المخدوعين أحد ، وإنما الكل أيضا يختار طريقه ويختار ما يحب وما يفضل .
فمصادر المعرفة كثيرة ومتنوعة ولا تحجبها شمس ولا يمنعها ليل ولا ظلام ولا مسافات ولا حدود ولا تكلفة مادية . ولذا ، فالكل مسؤول عن اختياره ومسؤول عن صوته مهما قيل له ومهما قدمت إليه المبررات .
وانجازات البعض من هؤلاء الزعماء – خلال السنوات الماضية – فى الخارج مجسدة فى التدخل فى شئون الغير فى دول أخرى ، وذلك بغطاء من مكافحة الإرهاب أو الدفاع عن الحقوق التاريخية . وما حققه هذا البعض من انجازات فى الداخل أيضا معروفة وواضحة ، ولكن لوثتها مسيرة الاضطهاد الشريرة ضد خصوم النظام – سواء كانوا أفرادا أو منظمات – والتى لا ينكرها صديق أو عدو . والآن قد يثور سؤال هام :
هل حول هولاء الزعماء الخلافيون بلادهم الى جنان والى الوطن الحلم وأعادوها الى سابق التاريخ وقديم الأحلام والأمجاد ، أم حولوها الى سجون لطيفة والى بلاد طاردة لمن لما لا يتفق مع الزعامات صاحبة القداسة المزعومة ؟
ان النظم التى تركن الى القمع فى الداخل والى المناورات فى الخارج أسلوبا للحياة قد لا تتراجع عن مناوراتها التى لا تنقطع ، الا اذا تبدل النظام بنظام آخر يؤمن بالحق فى الداخل وفى الخارج ، ويدرك أن ما كان ذا بدء كانت له نهاية .